رحل أمس الاثنين الكاتب الروائي وعالم الاجتماع والباحث المغربي عبد الكبير الخطيبي في مستشفى بالرباط عن عمر 71 عاما وذلك اثر تعرضه لاضطرابات في القلب، على ما أعلنت وكالة الأنباء المغربية الحكومية. وعبد الكبير الخطيبي روائي وشاعر وعالم اجتماع نال شهرة عالمية وكان متخصصا في الادب المغاربي الناطق باللغة الفرنسية وتطرق الى الظواهر الاجتماعية باسلوب جريء ومبتكر. ولد الخطيبي في الجديدهجنوبالدارالبيضاء في 1938 ودرس علم الاجتماع في جامعة السوربون الفرنسية واعد في 1969 اطروحة عن الرواية المغاربية. قام بالتدريس بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط. كما تولى العديد من الوظائف الاكاديمية منها مدير معهد علم الاجتماع والمعهد الجامعي للبحث العلمي في العاصمة المغربية. والخطيبي عضو في اتحاد الكتاب المغربي منذ 1976 ومدير مجلة "مؤشرات الزمن الحاضر (سيني دو بريزان). وقام بتأليف 25 كتابا من اشهرها "الذاكرة الموشومة" (ميموار تاتوي) (1971). كما الف "خط عربي" (كاليغرافي اراب) (1976) و"الرواية المغربية" (رومان مغريبان) و"كتاب الدم" (ليفر دو سان) (1979) "حب بلغتين" (امور بيلانغ) (1983) و"اهداء الى العام المقبل" (ديديكاس آ لانيه كي فيان) (1986) وغيرها. والخطيبي الذي اكتشفه الناقد الفرنسي موريس نادو وتبنّى روايته الأولى "الذاكرة الموشومة" ونشرها العام 1971، كان واحداً من المفكرين الطليعيين الذين شغلوا الساحة الفرنسية والمغربية في حقبة السبعينات التي شهدت ذروة الاحتدام الإيديولوجي والصراع الفكري المتعدد عقائدياً وسياسياً. يقول عبده وازن انه بين حال الاغتراب في فرنسا وواقع العودة الى المغرب، راح الخطيبي يمارس ما سمّاه "النقد المزدوج"، هو المغربي المغرق في مغربيته والفرنكوفوني المنفتح على حضارات الغرب. وقد طرح، مثلما فعل أسلافه الفرنكوفونيون، سؤال الهوية المنقسمة بين لغة الآخر أو المستعمر الفرنسي، وحقيقة الذات التي تضرب جذورها في التراث المغربي أو العربي، القديم والحي. إلا ان الخطيبي نجح، أكثر من سواه، في التوفيق بين غربة اللغة وصورة الذات، وقد آزرته في هذه المهمة ثقافته العميقة ومراسه الأكاديمي ونزعته الإبداعية التي حملته على خوض غمار الشعر والرواية والتأمل الفلسفي.