قامت هيئة متاحف قطر بالتعاون مع جامعة كوبنهاجن الدنماركية بعمل حفريات أثرية جديدة في موقع الزبارة في شمال البلاد، وقد تم اكتشاف عديد من العناصر التي تساعد على فهم نمط الحياة اليومية في دولة قطر منذ القرن السابع عشر الميلادي وحتى بداية القرن العشرين. وحاضر الدكتور آلان ولميسلي نائب رئيس مشروع قطر لعلم الآثار والتراث الإسلامي بهذه المناسبة، وادار المحاضرة خبير الآثار الدكتور منير طه. وأشار المحاضر إلى أن هذه الحفريات تدخل ضمن إطار مشروع قطر لعلم الآثار والتراث الإسلامي، وقد ظهرت مكتشفات جديدة خلال التنقيبات وهي عبارة عن رسم على الجدار وبعض قطع الفخار، والتي وجدت داخل أحد البيوت السكنية المنقبة. وتقدم لنا هذه المكتشفات صورة عن الحياة الاقتصادية في مدينة الزبارة منذ 300 عام حيث تم العثور ضمن صالة مستطيلة الشكل على طينة جدار منقوش عليها وبكل احتراف نقش لسفينة يعود تاريخه إلى 250 سنة متوجه نحو الغرب على ساحة كبيرة. تكمن أهمية نقش السفينة في إظهار دور الشخص الذي كان يقود النشاطات التي تجري في البحر في الحياة اليومية لمدينة الزبارة وهي أيضا نوع من الفن الشعبي في تلك الفترة وحدث تاريخي مهم. وتم العثور حديثاً أيضا على قطعتين من الخزف الهولندي تمت صناعتهما في بداية القرن العشرين الأولى هي عبارة عن طاسة من الخزف مزخرفة ومزججة ومصنوعة في مستريش وهو مركز مهم لصناعة الخزف في منتصف الألف التاسع عشر في هولندا، والذي استمر في صناعة الخزف والفخار حتى العام 1960 باستعمال طريقة ميكانيكية حديثة وزخرفة غنية ومتقنة بطريقة الطباعة بشكل شفاف. الطاسة المكتشفة مزخرفة زخرفة نباتية على شكل زهور ضمن إطار وملونة بلون بني مائل للاحمرار. أما القطعة الثانية فتحمل رسم لأبي الهول وهو أقدم نقش تم العثور عليه في الزبارة لهذا الحيوان الأسطوري على قاعدة قطعة من طاسة من الخزف وهو عبارة عن رمز هولندي كان يوضع على قاعدة الأواني وقد عثر عليه في الزبارة ويعود إلى أوائل القرن العشرين وهذا ما يظهر أن أفق التبادل التجاري القطري كان واسعاً جداً في هذه الفترة مع أوروبا. وتحدث المحاضر عن مكونات مدينة الزبارة، وأهميتها ليس على مستوى قطر فقط وإنما في منطقة الخليج. وقدم الدكتور منير طه مداخلة اوضح فيها تميز هذه المدينة طوال مئات السنين 1765 -1937. وأضاف انها رغم الانتكاسات التي تعرضت لها عادت مرة ثانية للنهوض، لتمثل مركزا للتبادل التجاري مع دول العالم.