ولينجبتون: أوقفت فرق الانقاذ في نيوزيلندا السبت عمليات البحث عن المفقودين في منجم للفحم خوفا من حدوث انفجار ثان. وأكدت السلطات أن 29 شخصا لا يزالون عالقين داخل المنجم، موضحة أن عمليات الإنقاذ تواجه صعوبات بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم إمكانية استعمال مصابيح الغاز خوفا من وقوع انفجار ثان بسبب وجود كميات كبيرة من الغاز في المنجم. هذا وأكدت السلطات ان عاملين تمكنا من الخروج وإن 3 آخرين قريبون من السطح. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن مسئولي المنجم إنهم واثقون أن العمال مازالوا على قيد الحياة وإن عمال الانقاذ سيتوجهون لإنقاذهم فور حصولهم على إشارة البدء. وقال رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي: "ان إنقاذ العمال في قمة سلم أولوياته" ، فيما تسعى فرق الانقاذ حاليا لتحديد موقع عمال المنجم المحاصرين جراء انفجار وقع في المنجم . وتابع: "لا نعلم طبيعة الانفجار على وجه التحديد بعد، لكن خبراء يقولون إنه ربما نجم عن غاز الميثان أو غبار الفحم أو كلاهما معا". وقال جاري نوليز رئيس فريق الشرطة المشرف على عمليات الانقاذ "تركيزنا الأساسي خلال الساعات ال24 القادمة أن نحدد موقع العمال". وأشار في مؤتمر صحفي إلى أن "البيئة" المحيطة بالموقع "غير مستقرة بعض الشىء". ولم يذكر نوليز المزيد من التفاصيل بشأن تلك الصعوبات، لكنه أضاف أنه لن يرسل طاقم الانقاذ إلى الاسفل إلا بعد التأكد من سلامة الموقع. ولم يتسن الاتصال بأي من العمال المحاصرين في تلك المنطقة المعزولة على الساحل الغربي للجزيرة الجنوبية التي تبعد خمسين كيلومترا عن الشمال من بلدة "جريموث" في نيوزيلندا. ورفض رئيس فريق الشرطة التكهن بحظوظ نجاة العمال، وقال "نحن لا نتعامل مع التكهنات، ولن أعطي أي حكم لعائلات العمال بناء على التكهنات. وتتراوح أعمار العمال المفقودين بين 17 سنة و 62 سنة، ومعظمهم نيوزيلانديون وبينهم بريطانيون وأستراليون. وتفيد التقارير أن المنجم صغير والعمال يمارسون عملهم على مقربة منن بعضهم البعض، وأن كلا منهم يحمل كمية من الأكسجين تكفيه نصف ساعة، وهي الفترة اللازمة للوصول الى مخزون الأكسجين في المنجم، والذي يكفي لمدة أسبوع. وأفادت بعض التقارير أن الهاتف الجول لأحد العمال ما زال يعمل ولكنه لا يرد على المكالمات. وقد تجمع أفراد عائلات العمال عند مدخل المنجم، بانتظار أخبار عن ذويهم ، وحيا رئيس بلدية البلدة توني كوكشورن المسئولين على صراحتهم، ولكنه قال ان شعورا بالإحباط يسود الأجواء بسبب عدم إحراز تقدم في عملية الإنقاذ. وقالت مصادر الشرطة إن كهربائيين توجهوا الى المنجم للتحقيق في سبب انقطاع التيار الكهربائي فوجدوا أحد العمال الذي قذفه الانفجار عن الآلة التي كان يعمل عليها. وغادر اثنان من العمال موقع المنجم مصابين بجروح طفيفة، وهما يتلقيان العلاج في أحد مستشفيات بلدة جريموث، حسب ما أعلن بيتر وايتهول مدير الشركة التي تدير المنجم، ولم يكن أحدهما قادرا على الكلام، أما الآخر فقال انه يعتقد أنه أغمي عليه بسبب وقوع انفجار. وشوهد الدخان يتصاعد من موقع المنجم، كما قال أحد الصحفيين الذي حلق بمروحية فوق الموقع إنه شاهد أشجارا متفحمة. يذكر أن العمل بدأ في منجم نهر بايك منذ عام 2008، ويقع المنجم تحت سلسلة جبال باباروا، ويمكن الوصول اليه من خلال نفق تحت الجبال طوله 2،8 كيلومتر. ووقع آخر حادث منجك كارثي في نيوزيلاندا عام 1967 حيث قتل 19 عاملا نتيجة انفجار وقع في منجم قريب من نهر بايك.