كانبيرا: أدت العمالية جوليا جيلارد الخميس اليمين الدستورية أمام الحاكم العام لاستراليا كوينتن بريس كأول إمرأة تتولى رئاسة الحكومة الاسترالية في تاريخ البلاد، بعد تنحي رئيس الوزراء كيفن راد من منصبه . وتستلم جيلارد مهامها عقب أداء اليمين الدستورية ، وسط توقعات بأن لا تقوم بتغيير مسار السياسة الخارجية الأسترالية بما في ذلك التزامات البلاد العسكرية في افغانستان. وتشغل جيلارد وهي محامية سابقة تبلغ من العمر 48 عاما، حاليا منصب نائب رئيس الحكومة وحصلت على اصوات النواب العماليين الذين اجتمعوا لتعيين خلف لكيفن رود الذي انهارت شعبيته بعد سلسلة اخفاقات سياسية. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن جيلارد في مؤتمر صحفي إنها قررت خوض معركة زعامة الحزب والحكومة لأن "الحكومة العمالية الجيدة بالاساس قد ظلت الطريق" ، متعهدة باجراء انتخابات عامة جديدة في غضون الاشهر القليلة المقبلة. ووعدت باحياء خطط برنامج التبادل الكربوني، وحثت قطاع المناجم على التخلي عن الحملة التي يشنها ضد الضريبة الجديدة التي اقترحها رئيس الحكومة السابق رود وكانت احد اسباب سقوطه. ومن المنتظر ان يتولى وزير المالية واين سوان، الذي يعود له الفضل في انقاذ استراليا من تأثيرات الازمة المالية، منصب نائب رئيس الوزراء. وكان متوقعا ان ينافس كيفن راد جيلارد على زعامة الحزب، ولكنه قرر الانسحاب بعد ان اخفق في الحصول على دعم اكثر من 30 نائبا النواب العماليين بينما حصلت غيلارد على دعم اكثر من 70. ويرى أعضاء الحكومة أن لجيلارد فرصة أكبر في استرداد شعبية حزب العمال، لأن شخصيتها محببة إلى الناخبين أكثر من شخصية رود. ويأمل مستثمرون أن تتراجع جيلارد عن ضريبة الأنشطة المنجمية التي استغلتها الشركات العاملة في القطاع لتخويف الناخبين من بطالة كبيرة قد تنتج عنها ، إلا ان أنصار رئيسة الوزراء الجديدة يتوقعون منها دفاعا أكثر نجاعة عن الضريبة. وتنحدر جيلارد من ويلز البريطانية، وسافرت عائلتها إلى أستراليا وهي في الرابعة من العمر، وعملت سابقا وزيرة للعمل وعلاقات العمل وللتعليم والاندماج الاجتماعي، قبل أن تصبح نائبة لرود في 2007. يذكر ان راد كان يتمتع بشعبية قوية حتى فترة قريبة جدا، إلا ان هذه الشعبية تدنت بسبب تراجعه عن عدد من السياسات التي كان قد وعد بها ولاسيما تلك المتعلقة ببرنامج لتبادل الانبعاثات الكربونية لمحاربة التغير المناخي. وأصبحت فترة حكم رود -بعد هذا التغيير- الأقصر لرئيس وزراء في أستراليا منذ 1972.