بغداد : حظي المنتخب العراقي المتوج حديثاً بلقب النسخة الرابعة عشرة من بطولة كأس آسيا لكرة القدم، للمرة الأولى في تاريخه، لدى وصوله العاصمة بغداد مساء الجمعة، باستقبال رسمي حافل، توّجه حضور عدد بارز من الشخصيات السياسية الهامة، ابرزها رئيس الجمهورية جلال طالباني، ورئيس الوزراء نوري المالكي. وكان الفريق العربي قد تمكن من تحقيق اللقب الكبير منذ أيام، وذلك بعدما خاض مشواراً مظفراً نحو المباراة النهائية التي فاز فيها على نظيره السعودي بهدف نظيف لأفضل لاعب بالبطولة يونس محمود. هذا وقد القت الظروف الأمنية السيئة التي تعيشها البلاد، بظلالها على مظاهر الإحتفال ببطل القارة الصفراء، إذ نقل لاعبو الفريق فور الوصول للعاصمة بغداد، إلى المنطقة الخضراء بوسط المدينة، وذلك في الوقت الذي تمكن فيه مئات العراقيين من عبور سلسلة من نقاط التفتيش الأمنية وسط درجة حرارة مرتفعة للوصول إلى المطار حاملين الورود والأعلام في ايديهم ومرددين الأغاني الوطنية، علماً بأن أكثر أنحاء بغداد ظلت مقفلة في ظل منع التجول الأسبوعي الذي يفرض يوم الجمعة. وكان برفقة الوفد الذي وصل العاصمة العراقية، نائب رئيس اتحاد كرة القدم ناجح حمود، ومساعد المدرب رحيم حميد، و15 لاعباً، بينما تخلف 8 لاعبين من بينهم القائد يونس محمود، بسبب ارتباطاتهم مع عدد من الأندية التي أبرموا عقوداً احترافية معها. وقال حمود لحظة وصول بعثة المنتخب أن : "هذه الجماهيرالمحتشدة التي تحملت عناء الوصول إلى المطار خير دليل على اعتزاز العراقيين بمنتخبهم، وعلينا ان نرد لهذه الجماهير الدين وفاء لها .. أعتقد إننا نعيش لحظات تاريخية بوصول المنتخب إلى أرض الوطن حاملاً معه الكأس ليقدمها هدية متواضعة إلى الملايين من العراقيين الذين ساندوه، وفي مقدمتهم الذين سقطوا ضحايا احتفالات فوزه على كوريا الجنوبية." وأكد مدافع الفريق الصلد، باسم عباس، والدموع تنهمر من عينه : "اليوم نشعر بفرح حقيقي وبمشاعر الإنتصار أكثر من أي وقت، لأننا بين أحضان أبناء شعبنا وبين أنصارنا ومحبينا." ومن جانبه، قال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني الذي كان في مقدمة مستقبلي المنتخب في مطار بغداد الدولي : "بفخر كبير نحتفي بوصول المنتخب إلى أرض الوطن، ونقول للاعبين وللشعب العراقي مبروك لهذا الإنتصار الكبير." وخلال الإستقبال الرسمي، القى رئيس الوزراء نور المالكي كلمته، بعدما قبل لاعبي الفريق فرداً فرداً وطوق اعناقهم بالزهور، والتي قال فيها: "لقد أعدتم الإبتسامة مرة أخرى إلى شفاه العراق .. انتم مثال لوحدتنا." وسلم اللاعبون الكأس التي فازوا بها إلى امرأة قتل نجلها في تفجير انتحاري خلال إحتفاله بفوز المنتخب العراقي في مباراته في الدور نصف النهائي الأسبوع الماضي، ثم سلمت المرأة الكأس بدورها إلى رئيس الوزراء والرئيس العراقي. هذا وقرر الإتحاد العراقي للعبة تنظيم حملة تطوف فيها كأس آسيا 2007 جميع المحافظات العراقية ال18 عرفاناً بموقف أنصار المنتخب العراقي في عموم البلاد. وأكد مصدر مقرب من البعثة العراقية أن الطائرة الخاصة التي أقلت اللاعبين إلى بغداد قد تعود إلى عمان حيث كرم بطل آسيا قبل حضوره إلى بلاده، في وقت لاحق حاملة بعدد من اللاعبين المحترفين مع أندية أردنية وعربية منهم حيدر عبد الأمير المحترف بالفيصلي الأردني.