بتأهل المنتخب العراقي للنهائي بركان من الفرح " المؤقت" يجتاح البلاد رأي العراقيون في تأهل منتخب بلادهم إلي نهائي كأس آسيا 2007 للمرة في تاريخهم ، نصراً لهم قبل أن يكون للكرة العراقية لكونه جاء في وقت عصيب هم أحوج فيه لمظاهر الفرح الحقيقي الغائب عن البلاد منذ أربعة أعوام . محيط عبد الموجود سمير : ورغم أن الكل في العراق احتفل بتأهل منتخبه علي طريقته ، إلا أنها كلها جاءت معبرة عن فرحة ينتظرها الجميع منذ أن غابت عن البلاد قبل أربع سنوات . فعلي الصعيد الإعلامي ، هللت الصحف الصادرة اليوم بالإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب للمرة الاولي في تاريخه والذي جاء بعد فوزه بركلات الترجيح ( 4 -3) على المنتخب الكوري الجنوبي ، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي بين الفريقين ، في المباراة التي جمعتهما في العاصمة الماليزية كوالالامبور في إطار نصف نهائي البطولة . وكرست جميع الصحف أولى صفحاتها لهذه المباراة ، التي وصفتها بالتاريخية وتصدرتها عناوين بارزة تشيد بالإنجاز الكروي الذي حققه المنتخب للمرة الأولى في تاريخه. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتأهل فيها المنتخب العراقي إلى نهائي بطولة كأس الأمم الآسيوية، التي وصل إلى نصف النهائي فيها مرة واحدة في البطولة التي أقيمت في طهران سنة 1976، وسيلعب المنتخب العراقي مع المنتخب االسعودي الذي تأهل بدوره إلي المباراة النهائية بفوزه علي المنتخب الياباني ( 3- 2 ) ، فيما سيلعب المنتخب الكوري الجنوبي مع نظيره الياباني علي تحديد المركزين الثالث والرابع .
وعنونت صحيفة "المدى" في صدر صفحتها الأولى "الأسود تنتصر في كوالالمبور"، و"الملايين تحتفل في العراق ، وأضافت علي صفحاتها الداخلية "لاعبونا الأبطال يسجلون أروع قصة انتصار كروي بفوزهم علي كوريا الجنوبية ، وذكرت في عنوان آخر " أسود الرافدين الضارية هزمت النمور العنيدة وحققت الحلم ". وسيلتقي المنتخب العراقي نظيره السعودي الذي أقصي الساموراي الياباني حامل اللقب البطولتين الماضيتين بثلاثة أهداف مقابل هدفين ، بالعاصمة الأندونيسية جاكرتا . ونحت صحيفة "الزمان" منحي سياسي أكثر من رياضي ، حينما علقت علي الفرحة الطاغية التي سادت أرجاء العراق بتأهل الفريق للمباراة النهائية بالقول "الفوز العراقي في كأس أمم آسيا يدحض محاولات تقسيم العراق ويعمق التلاحم الوطني .وذكرت في عنوان آخر "كرة العراق تنتصر للمحبة وتلغي بغضاء السياسة". أما صحيفة "العراق" فقد اختصر عنوان صفحتها الأولى على كلمة واحدة تقول "انتصرنا"، فيما عنونت صحيفة المؤتمر "أسود الرافدين إلى أعالي أمم آسيا".
وحظي المنتخب العراقي بفوزه التاريخي باهتمام شعبي ورسمي كبير، حيث احتفل العراقيون بالتأهل للنهائي، فقد انفجر في العاصمة بغداد بركان احتفالي عراقي عقب فشل اللاعب الكوري في تسجيل ركلة الترجيح الخامسة ليعلن الحكم انتقال المنتخب العراقي إلى المباراة النهائية لكأس آسيا للمرة الأولى في تاريخه . ولم تمنع الدعوات التي أطلقتها المساجد في مناطق الحرية والكاظمية والشعلة شمالي بغداد، ولا مكبرات الصوت من سيارات الاسعاف منادية بعدم اطلاق النار.. المحتفلين من التعبير بالرصاص عن فرحتهم بفوز منتخبهم وتأهله إلى نهائي القارة الآسيوية، فاشتعلت سماء بغداد بالعيارات النارية من مختلف الأسلحة، فيما رقص الشباب عراة الصدور في الشوارع على الرغم من حرارة الجو. ورغم أن الهدف الذي أخرج العراقيين للاحتفال واحد ، إلا أن تعبيراتهم عن الفرحة اختلفت فقد قال عادل محمود من منطقة الكرادة وسط بغداد "توقفت الشوارع الرئيسية عن الحركة ورقص الشباب وسطها بالأعلام العراقية وشاركتهم الأجهزة الأمنية احتفالهم الذي لم يشهدوا مثله.. وربما لن يشهدوا مثله لفترة طويلة." وفي مدينة كربلاء، 108 كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد ، وبينما كانت سيارات كبيرة مكشوفة تنقل أفواجا من الشباب وهم يجوبون الشوارع مهللين ويرددون (منصورة يا بغداد) و(نحبك يا عراق) كانت الحاجة أم مهدي تزغرد وهي ترفع طرف عباءتها وتردد "الله يحفظكم". وقالت أم مهدي:"أحببت الكرة ولاعبيها؛ لأن أولادي فرحون وكانوا يبكون طوال وقت المباراة."، وأضافت "لم يفرح أولادي الأربعة منذ زمن طويل.. لكنهم الآن فرحون." وقال المواطن أمجد علي إن هذا اليوم "هو يوم الفرح الكبير". وأضاف علي وهو ينثر الحلوى في شارع حي العامل بكربلاء "لا أريد للرصاص أن يكون هو اللغة التي أعبر بها عن فرحي.. بل أريد لهذه الحلوى أن تكون هي لغتي الجديدة.." وأضاف "لا شيء أشعر به الآن سوى هذه الدموع.. التي لا تريد أن تتوقف فهي تنساب رغما عني." فيما قال تقي عبد الله وهو من كربلاء أيضاً "دموع فييرا كانت كبيرة فكيف هي دموع العراقيين؟" وأضاف "الشعب يريد أن يفرح ليتخلص من كل أنواع القهر والموت الذي يحيط به."وأشار عبدلله الى أن الفرح هذا "رسالة إلى كل السياسيين العراقيين.. ليتعلموا..." كما شهدت مدينة كركوك، 250 كم شمال شرق بغداد، احتفالات عفوية بفوز المنتخب العراقي على المنتخب الكوري حيث عبر أهالي كركوك عن فرحهم باطلاق أعيرة نارية في الهواء وخروج مئات الأشخاص الى الشوارع ومطلقين العنان لأبواق سياراتهم.. كما رفع الشباب الأعلام العراقية. وقال رئيس اللجنة الأولمبية في كركوك حربي خالد ل (أصوات العراق) "الانتصارعلى كوريا والفوز في هكذا ظروف يسجل في صفحات التاريخ المشرق للاعبي المنتخب العراقي؛ لأن هذا المنتخب وحد العراق من شماله الى جنوبه." وأضاف خالد "نطالب أسود الرافدين بالفوز بكأس اسيا؛ لأنهم مثلوا الصورة الحقيقة للعراق وأهله." أما علي الصعيد الرسمي فقد سارع الرئيس العراقي جلال الطالباني عقب انتهاء المباراة إلى الاتصال ببعثة المنتخب مهنئا بالإنجاز الكروي. كما قررت قررت اللجنة الأولمبية العراقية تكريم لاعبي المنتخب العراقي لكرة القدم بمكافآت مالية تنسجم وطبيعة العطاء الذي توج بوصوله إلى المباراة النهائية .
وصرح بشار مصطفى رئيس اللجنة الاولمبية العراقية بالوكالة بان النجاح الذي حققه أعضاء المنتخب العراقى ببلوغه المباراة النهائية لأول مرة فى تاريخه وفى ظل الظروف التى يعيشها الشعب العراقى إنما يندرج تحت العطاء الجماعي للاعبين والاتحاد العراقي لكرة القدم . وأضاف"إن اللجنة رصدت مكافآت مالية أخرى أكبر للاعبين بعد المباراة النهائية ، مؤكداً أن منتخب بلاده قدم صورة مثالية للعطاء الوطني من أجل مصلحة بلده مما يدعو إلى الاهتمام المتزايد بهذه النخبة الكروية . علي الجانب الآخر ، بدا البرازيلي جورفان فييرا متأثراً للغاية بتأهل الفريق للمباراة النهائية آسيا للمرة الأولى في تاريخه، معتبرا انه يستحق خوض مباراة القمة. وقال فييرا إننا سعداء جدًا، فالمنتخب العراقي يستحق التأهل إلى النهائي.وتابع بذل اللاعبون جهدًا كبيرًا وكانوا أفضل من الكوريين من الناحية البدنية، مضيفا لقد حصلنا على فرص أكثر من المنتخب الكوري خصوصا في الشوط الثاني وفي الوقت الإضافي. أما حارس مرمي الفريق نور صبري ، والذي تصدي لركلة ترجيح من الركلات الخمس التي سددت علي مرماه ، فقد أكد بأن الاحتفالات الواسعة التي حدثت في العراق بعد تأهل المنتخب العراقي إلى نصف نهائي كأس آسيا كانت دافعاً كبيراً له ولزملائه في الفريق عندما تقابل العراق مع كوريا الجنوبية أمس . واعترف صبري أن متابعة الاحتفالات الكبيرة رفعت من معنويات الفريق. وقال بالطبع هناك الكثير من التواصل مع الأصدقاء وعائلاتنا في العراق وتابعنا عن طريق الإنترنت والتلفاز الاحتفالات الواسعة التي حدثت في العراق بعد كل فوز للعراق.لقد تابعنا أصدقاءنا وعائلاتنا وكل الشعب العراقي يحتفل بالفوز ورفع هذا الأمر من معنوياتنا. وعلى الرغم من الوضع الحالي المتوتر في العراق الآن، تابع الشعب العراقي مباريات المنتخب هنا.