محيط / نيللي نبيل : حفظ المنتخب العراقي آمال الجماهير العربية، في الحصول على لقب النسخة ال 14، من كأس أمم آسيا لكرة القدم، بعدما حجز أولى بطاقات المباراة النهائية، بتغلبه على نظيره الكوري الجنوبي 4 - 3 بركلات الجزاء الترجيحية في المباراة التي جمعت بينهما في كوالالمبور الماليزية بالدور نصف النهائي. وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي للمباراة، بالتعادل السلبي، ليحتكم الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية، التي فاز بها "أسود الرافدين" 4 - 3، بعد أن سجل لهم هوار ملا محمد، وقصي منير، وحيدر عبد الأمير، وأحمد مناجد، وفي المقابل، سجل لكوريا لي شون سو، ولي دونج كوك، وشوي جاي جين، وأضاع يون كي هون، وكيم دونج دوو. وبهذا الفوز، يكون المنتخب العراقي قد حقق إنجازاً تاريخياً كبيراً، بوصوله للمرة الأولى للمباراة النهائية، إذ أن أفضل إنجاز له كان إحراز المركز الرابع عام 1976. أما المنتخب الكوري الجنوبي، ففشل في حصوله على اللقب الثالث في تاريخه ، بعد عامي 1956 و1960، وذلك بعد خروجه من نصف النهائي. قدم المنتخب العراقي مباراة كبيرة، وكان في مقدوره أن يحسم اللقاء في أي لحظة، خاصة في الشوطين الإضافيين، وذلك بعد أن فرضوا سيطرتهم على مجريات الأمور خلالهما، وأهدروا أكثر من ثلاثة أهداف محققة. وتألق من المنتخب العراقي، يونس محمود، وهوار ملا، ونشأت أكرم، والحارس اليقظ نور صبري الذي تصدى لركلة جزاء حاسمة، وأيضاً البديل النشط أحمد مناجد. وفي المقابل، قدم المنتخب الكوري مباراة جيدة، ولكن عاب على لاعبيه العجز عن تشكيل الخطورة المطلوبة على مرمى المنافس، فأكتفوا بالسيطرة على وسط الملعب، والوصول بالكرة إلى المناطق الأمامية فقط، دون فاعلية. أحداث المباراة بدأ الفريقان اللقاء بشكل حذر نوعاً ما، وخاصة في الربع ساعة الأولى التي لم تشهد أية خطورة من الفريقين، حيث اكتفيا بتبادل السيطرة على وسط الملعب وشن بعض هجمات لم تحمل خطورة حقيقية. وبعد 15 دقيقة، بدأ المنتخب الكوري يسيطر على وسط الميدان، ويظهر في مناطق جزاء الفريق العراقي، وهو ماتزامن مع هجمات عراقية قليلة، ولكنها خطرة على المرمى نوعاً ما ، فأهدر يونس محمود فرصة خطيرة في الدقيقة 17، عندما وصلته الكرة من هوار ملا محمد داخل المنطقة، ويسدد قوية على يمين الحارس الكوري، وبعدها فرصة أخرى في الدقيقة 28 ، لكرار جاسم الذي فشل في استقبال عرضية متقنة من الناحية اليمنى لحيدر عبد الأمير برأسه، لتتخطى الكرة الجميع وتذهب معها الخطورة. وفي الدقيقة 33، يشن المنتخب الكوري أولى هجماته التي حملت بعض الخطورة، عبر يوم كي هون الذي سدد برأسه في يد الحارس نور صبري، بعدما تلقى كرة متقنة داخل المنطقة، وأتبعها لي تشون برأسية مفاجأة في الدقيقة 38 ، ولكنها بعيدة عن المرمى. وفي الدقائق المتبقية من الشوط، يشدد المنتخب العراقي من هجومه الخطر، فيهدر يونس محمود فرصتين مؤكدتين، الأولى في الدقيقة 39، عندما تسلم كرة هوار داخل المنطقة، وسدد بيسراه على يمين الحارس الصيني، لتحف الكرة بالقائم وتمر إلى الخارج، أما الثانية فكانت في الدقيقة 41، عندما تلقى كرة رأسية من كرار جاسم في المنطقة، ويحولها تجاه المرمر مباشرة بقدمه، واكنها تمر بجوار القائم، لينتهي الشوط بتعادل الفريقين بدون أهداف. الشوط الثاني يبدأ المنتخب الكوري الشوط الثاني بضغط هجومي شديد على المرمى العراقي، فيهدر لي تشون سو فرصة هدف محقق في الدقيقة 48، بعدما تلقى الكرة داخل المنطقة وسدد وهو على بعد ياردتين من الحارس نور صبري، كرة غريبة تذهب للخارج. وبعد مرور 15 دقيقة من الشوط، بدأ المنتخب العراقي دخول جو اللقاء، لكن مع استمرار السيطرة الكورية على اللقاء، والضغط الهجومي العنيف على المرمى العراقي. وفي الدقيقة 61، يهدر المنتخب العراقي فرصة خطيرة، عبر تسديدة من ضربة ثابتة لنشأت أكرم من على حدود منطقة الجزاء، لتصطدم بقدم كرار جاسم وتغير اتجاهها، ولكن الحارس الكوري يتصدى ببراعة. وفي الدقيقة 63، كاد جاسم محمد أن يتسبب في هدف للمنتخب الكوري، عندما شتت الكرة برأسه داخل منطقة جزاءه، ويستغلها تشو جاي جين، ويضعها برأسه في يد الحارس نور صبري لتتحول لركنية، ويتبعها اللاعب نفسه بتسديدة خطيرة من ضربة ثابتة في الدقيقة 65، قرب منتصف الملعب ، ولكن نور صبري يتصدى لها ببراعة، وفرصة أخرى لتشوي سونج كوك في الدقيقة 67، بعدما استقبل ركنية من الجهة اليسرى برأسه في يد نور صبري. ويعود المنتخب العراقي للظهور مرة أخرى في الدقيقة 68، بعدما توغل مهدي كريم في الناحية اليمنى، وتعمق داخل منطقة الجزاء الكورية، ليسدد على يسار الحارس الكوري بسنتيمترات. وفي الدقيقة 70، يهدر المنتخب الكوري فرصة أخرى، بعدما شتت الدفاع العراقي داخل مناطق جزاءه، فيتحصل عليها لي تشون سو ويسدد وهو منفرد على يمين نور صبري. وعبثاً حاول المنتخب الكوري استغلال تفوقه البدني على منافسه، واحراز هدف التقدم في آخر 20 دقيقة من المباراة، ولكن الفريق العربي يتمكن من تهدئة اللقاء، لينتهي الشوط الثاني والمباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين. الشوطين الإضافيين يدخل الفريق العراقي بنشاط هجومي على عكس المنتظر، فأهدر هوار ملا محمد فرصة هدف محقق في الدقيقة 104، بكرة اخترق بها، ثم سدد في المرمى الخالي، ولكن يبعدها الدفاع الكوري من على خط المرمى. وفي الدقيقة 109، يهدر الفريق العربي فرصة هدف محقق آخر، عبر لاعبه أحمد مناجد الذي استخلص الكرة بعد ضغط على الدفاع الكوري من الناحية اليمنى، ليتخطى الحارس الكوري، ثم يتصرف بغرابة ويمرر الكرة للخلف، ليشتتها الدفاع. وفي الدقيقة 113، يهدر "أسود الرافدين" فرصة جديدة، عبر هوار ملا الذي تسلم الكرة داخل المنطقة من الناحية اليسرى، ليسدد في الزاوية المعاكسة، ولكن الكرة تمر بجوار القائم الأيمن بسنتيمترات. وفي الدقيقة 117، فرصة جديدة خطرة للمنتخب العراقي، عبر أحمد مناجد الذي تلقى ركنية مهدي كريم من الناحية اليمنى، برأسه قوية في يد الحارس الكوري. وفي الدقيقة 119، يهدر لي دونج كوك، أخطر فرص الفريق الكوري في الشوطين الإضافيين، بعدما استغل خطأ للدفاع العراقي، وتسلم الكرة، ثم سدد بقوة ، ولكن كرته تعلو العارضة، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي، ويحتكم الفريقان لركلات الجزاء الترجيحية. وفي ركلات الترجيح، يفوز العراق 4 - 3، ويسجل له هوار ملا محمد، وقصي منير، وحيدر عبد الأمير، وأحمد مناجد، فيما سجل لكوريا لي شون سو، ولي دونج كوك، وشوي جاي جين، وأضاع يون كي هون، وكيم دونج دوو. وفي نهاية اللقاء، حصل اللاعب نور صبري على جائزة أفضل لاعب في اللقاء، بعدما تصدى للعيد من الهجمات الخطرة على فريقه طيلة 120 دقيقة هي زمن اللقاء، إضافة إلى انقاذ ضربة الجزاء الرابعة لكوريا الجنوبية من اللاعب يون كي هون.