أردوغان يقدم تشكيلة حكومته للرئيس المنتخب محيط - وكالات الرئيس التركي عبد الله جول أنقرة : أعلن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان انه سيقدم تشكيلة حكومته الجديدة الى الرئيس الجديد المنتخب عبد الله جول اليوم الاربعاء. وقال أردوغان عقب الاعلان عن فوز جول : " انه سيعمل معه جنبا الى جنب. جاء ذلك عقب تسلم جول مهمات منصبه رسميا من الرئيس المنتهية ولايته أحمد نجدت سيزر في حفل غابت عنه زوجته المحجبة وكبار قادة الجيش وبعض أفراد النخبة العلمانية، بخلاف ما جرت عليه العادة. يشار الى أن منصب الرئيس فى تركيا رمزى وصلاحياته قليلة لكنها مؤثرة وتشمل تعيينات كبار الموظفين والاعتراض على المرشحين للبرلمان وعرقلة تشريعات البرلمان مؤقتاً. وكان عبدالله جول قد أدى اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية التركية بعد فوزه في جولة الانتخابات الثالثة التي عقدها البرلمان امس الثلاثاء، وجدد جول أثناء أدائه اليمين تمسكه بمبادئ العلمانية ومبادئ مؤسسها كمال أتاتورك الذي وصفه ب"القائد العظيم". وتعهد الرئيس الجديد أيضا بالعمل على رفاهية الأمة التركية والالتزام بكافة مبادئ حقوق الإنسان والحريات الفردية. وقد أقيمت مراسم رسمية بمقر البرلمان حيث استقبل عبد الله جول استقبالا رسميا واصطفت عناصر من القوات المسلحة داخل البرلمان وعزفت الموسيقى السلام الوطنى التركى عقب اداء جول لليمين . والقى جول كلمة عقب أداء اليمين الدستورية أكد فيها تمسكه بالمبادىء العلمانية التى أرساها أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية الحديثة وبالعمل من أجل تحقيق هذه المبادىء والعمل من أجل رفعة شأن تركيا والوصول بها إلى مصاف الدول الحديثة. كما أكد جول أنه سيعمل من أجل البناء على ما تحقق فى تركيا من توسيع إطار الديمقراطية وحرية الرأى والتعبير وتعزيز حقوق الإنسان. وشدد جول على أنه سيقف على مسافة متساوية من الجميع وسيتبع نهج الحياد والموضوعية مع الجميع من دون تفرقة وأن بابه سيكون مفتوحاً لجميع الاحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والمواطنين الاتراك ولكل من يرغب فى العمل من أجل تطوير هذا البلد . وحدد جول ملامح عمله كرئيس للبلاد لتعزيز قوتها الاقتصادية ودعم قواتها المسلحة وتقوية ديمقراطيتها. وشدد على ان تركيا ستستمر فى جهودها للعمل على مكافحة "الارهاب" وتعزيز دورها فى تحقيق الاستقرار فى منطقتها وتعزيز علاقاتها مع جميع دول العالم انطلاقا من مبدأ السلام فى العالم والسلام فى الوطن الذى ارساه اتاتورك . واكد ان تركيا يجب ان تواصل جهودها فى تحقيق الاصلاحات واستيفاء المعايير التى تكفل لها الحصول على العضوية الكاملة للاتحاد الاوروبى مشيرا الى ان ذلك لايهدف فى المقام الاول الى مسألة الحصول على العضوية وانما يستهدف تحقيق مستوى حياة أفضل للمواطن التركى . فوز جول وقد نجح حزب العدالة والتنمية في إيصال مرشحه عبد الله جول ليصبح الرئيس الحادي عشر لتركيا، وذلك بعد فوزه في الجولة الثالثة للانتخابات وبعد حصوله على 339 صوتا. ويأتي فوز جول بعد إخفاقه في الحصول على أغلبية الثلثين من أصوات النواب إذ إنه حصل على 337 صوتا بفارق 26 عن اغلبية الثلثين التي كان يفترض الحصول عليها للفوز في الجولتين السابقتين، فيما حصل فى الجولة الثالثة للانتخابات التي جرت أمس الثلاثاء على 339 صوتا، مقابل 70 لمرشح حزب الحركة القومية صباح الدين جاماك أوغلو ، و13 صوتا لمرشح حزب اليسار الديمقراطي تحسين تيفون إيجلى، وحضر جلسة التصويت 448 نائبا من أصل 550 وترك 24 نائبا بطاقات تصويتهم فارغة، بينما كان هناك صوتان باطلان. وكان يكفى جول فى هذه الجولة الحصول على الأغلبية البسيطة " 276 صوتا" ليحسم الانتخابات لصالحه، ولم يحضر عبد الله جول لحظة إعلان النتيجة وذلك استعدادا لمراسم آداء اليمين الدستورية. وهذه هي المرة الثانية التي يسعى فيها جول للوصول إلى منصب الرئاسة التركي، الذي لا يحظى بكثير من الصلاحيات مقارنة مع منصب رئيس الوزراء، علما بأن ترشحه للمنصب في أبريل/نيسان الماضي كان السبب وراء قيام المعارضة بمظاهرات حاشدة دعما للعلمانية في وقت لم يخف الجيش فيه احتمالات التدخل. وعلى الرغم من تعهد جول بحماية مبدأ فصل الدين عن الدولة والحفاظ على النظام العلماني في البلاد، يواصل معارضوه تشكيكهم في نواياه على خلفية انتمائه الإسلامي وارتداء زوجته الحجاب الذي يرى فيه العلمانيون الأتراك رمزا للإسلام السياسي. تحذير الجيش في هذه الأثناء صعد الجيش التركي من لهجته بخصوص الانتخابات الرئاسية وبطريقة حملت تضمينا غير مباشر للأحزاب السياسية ذات الخلفية الإسلامية. وكان الجيش قد أعلن أول أمس الاثنين في بيان بمناسبة إحياء يوم القوات المسلحة الذي يوافق 30 أغسطس/آب أنه "لن يقوم بأي تنازل عن واجبه في حماية الجمهورية التركية دولة القانون العلمانية والاجتماعية". وقال رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال ياسار بويوكانيت في البيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني الخاص بالقوات المسلحة إن الأمة التركية تراقب تصرفات من سماهم "الانفصاليين ومراكز الشر" التي تحاول بشكل مدروس ومنظم "تحطيم الطبيعة العلمانية للجمهورية التركية".