أظهر استطلاع للرأي أن نصف العاملين في القطاع الخاص والمهاجرين المغاربة في دول الاتحاد الأوروبي، قلقون على مصير وظائفهم بسبب تداعيات الأزمة المالية، وانعكاساتها على سوق العمل الذي يعد المتضرر الأول منها. ولم يكشف الاستطلاع عن حجم الأزمة وعدد المسرحين، لكنه أشار إلى أن الشركات المتعثرة أو تلك التي ألغت عقود عمل في قطاعات البناء والسياحة وصناعة السيارات والملابس الجاهزة والنسيج والخدمات السياحية، تفكر في الاستغناء عن جزء مما تصفه باليد العاملة الزائدة. وتقدر الإحصاءات, التى أوردتها صحيفة الحياة أن ربع مليون وظيفة الغيت، معظمها في دول الاتحاد الأوروبي، منها 100 ألف في اسبانيا وحدها التي قاربت فيها البطالة 17 %، كما خسر آلاف المغاربة وظائفهم في دول الخليج وليبيا. وكانت تحويلات المهاجرين من أوروبا تراجعت 15 % في الربع الأول من السنة، وتقلصت الصادرات الخارجية 19 %، بخاصة في قطاعات الصناعات التحويلية والنسيج، مما أنتج انخفاضاً في الطلب على الاستهلاك، وتدني الطلب على القروض بلغ 26 % في مقابل 42 % في الفترة ذاتها من العام الماضي، وارتفاع العجز التجاري نسبة 4 %. ويحوّل المهاجرون 5 بلايين يورو سنوياً يعيش منها 10 % من مجموع السكان بخاصة في القرى النائية والأرياف وضواحي المدن. وبسبب تراجع تحويلات المهاجرين انخفض الطلب على العقار، وتوقف بناء المنازل الجديدة، ما افقد آلاف العمال القرويين وظائفهم ودفعهم الى العودة الى قراهم بسبب قلة فرص العمل في المدن، كما اغلقت عشرات شركات الملابس بسبب تراجع الطلب الأوروبي عليها. وتمثل صادرات النسيج والملبوسات نحو 3 بلايين يورو، بخاصة نحو فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وبلجيكا، وهي دول توجد فيها الجالية المغربية بكثافة. وكان المهاجرون يساهمون بنحو 40 % من الطلب على العقار السياحي في المغرب إلى جانب السياح الأوروبيين والعرب، الذين بسبب تراجع اعدادهم تراجع الطلب أو توقف في المنتجعات الراقية. واستثمروا العام الماضي نحو مليار دولار على شراء الشقق والمنازل الثانوية . وقال مهاجرون عائدون من دول الاتحاد الأوروبي، أن الوضع الاقتصادي مقلق للغاية خصوصاً في دول مثل اسبانيا وإيطاليا التي ارتفعت فيها البطالة إلى معدلات قياسية، وزادت سلوك العنصرية والقلق الاجتماعي والنقمة على المهاجرين، الذين قال بعضهم أنه قرر الاستقرار نهائياً في بلده الأم وتحويل مجموع مدخراته لإنشاء مشروع في قريته الصغيرة. وازدادت اعداد السيارات المسجلة في الخارج داخل شوارع المدن المغربية، وهو أمر نادر في هذه الفترة من الربيع اذ جرت العادة ان توجد تلك السيارات في فترات الصيف او العطل الدينية. ويقول مهاجرون أنهم فضلوا قضاء فترة البطالة في الوطن على البقاء في دول المهجر، ويتوقعون أن تتواصل الأزمة الى النصف الأول من عام 2010 على الأقل، لذلك بدأ بعضهم التفكير في التحول إلى مهن تقليدية مثل الزراعة والتجارة.