أعلن السفير الألماني في الرباط، يولف ديتركليم أن اللجنة الأوروبية منحت المغرب 60 مليون يورو، منها خمسة ملايين من ألمانيا، اكبر داعم للبرامج في الاتحاد الأوروبي، لتشجيع "مبادرة التنمية البشرية" لتقليص معدلات الفقر في البلاد إلى 10 % من مجموع السكان. واعتبر أن المبادرة ساعدت في معالجة عدد من الاختلالات الاجتماعية في المغرب، بخاصة في تعليم الفتاة القروية وتحسين دخل سكان الريف والمناطق النائية، وتوفير المدارس والمياه والطرق لسكان الجبال وفك العزلة عنهم. وأوضح, في حديث إلى "الحياة", أن الاقتصاد المغربي متنوّع ومتعدد المصادر، وصمد في وجه الأزمة الاقتصادية العالمية، لكنه يواجه تحديات اجتماعية عميقة بخاصة في الأرياف والأحياء الهامشية حيث يسود الفقر والأمية. وزار وفد إعلامي مشاريع موّلتها "مبادرة التنمية البشرية" في منطقة اغادير وجوارها، أظهرت تحسناً في مستوى معيشة السكان القرويين عبر إنشاء تعاونيات زراعية وأخرى للصيد البحري الساحلي. وتعتبر منطقة اغادير من أغنى مناطق المغرب من حيث المواقع السياحية الدولية والإنتاج الزراعي والصيد البحري. وأعلنت المنسّقة العامة ل"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" أن المبادرة مكّنت من تحسين معيشة أربعة ملايين شخص من خلال 16 ألف مشروع اجتماعي، بكلفة تبلغ 10 بلايين درهم مغربي (1.1 بليون دولار) على مدى السنوات الأخيرة، مشيرة إلى إن المغرب سيحتفل في مايو المقبل بالذكرى الرابعة لانطلاق المبادرة التي يشرف عليها الملك شخصياً. وتراجع معدل الفقر في المغرب إلى 9 % من مجموع السكان، بعدما كانت النسبة تتجاوز 18 % في مطلع الألفية الثالثة. وأوضح مراقبون إن خطة القضاء على الفقر والاختلالات الاجتماعية تسير بوتيرة أسرع من المعدل الدولي الذي حددته الأممالمتحدة في "برنامج تحدي الألفية" الذي يستهدف خفض الفقر في العالم إلى النصف بحلول عام 2015. وكانت معدلات الفقر في المغرب 22 % في نهاية تسعينات القرن الماضي.