الرباط: أعلن المغرب إنشاء صندوق لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة بعد تجاوز سعر برميل النفط 135 دولاراً بمساعدات خارجية بقيمة 800 مليون دولار، تبرّعت بها المملكة العربية السعودية والإمارات، وهو مفتوح لبقية التبرعات خصوصاً من دول عربية شقيقة في الخليج. وأشار بيان حكومي إلى دعم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ب300 مليون دولار لمواجهة ارتفاع أسعار النفط. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تبرّع الأسبوع الماضي بنصف مليار دولار لمساعدة المملكة على مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة التي يستوردها المغرب كاملة من الخارج. وأوضحت وزارة الشئون الاقتصادية أن قيمة وارداتها من النفط ازدادت 150% في الربع الأول من العام الحالي 2008، فيما كانت توقعات الموازنة لهذا العام، قدّرت سعره على أساس 75 دولاراً فقط، كما ارتفع المؤشر العام لتكلفة المعيشة 3.7% في الربع الأول من العام، كما ازدادت مشتريات الرباط من النفط بما يزيد على 1.2 مليار دولار في الربع الأول من العام. ويتوقع خبراء أن تتجاوز فاتورة الطاقة 8 مليارات دولار نهاية العام الحالي 2008، ما يُحدث ضغطاً غير مسبوق على موارد الخزينة والميزان التجاري. ولا يستبعد مراقبون أن تلجأ الرباط للمرة الأولى منذ عقود إلى استخدام الاحتياط النقدي المقدر لدى المصرف المركزي ب 30 مليار دولار لمواجهة أزمة الأسعار. وأوضح نزار بركة، وزير الشئون الاقتصادية والعامة لصحيفة "الحياة" اللندنية، أن المغرب من الدول القليلة التي لم تنعكس فيه زيادة الأسعار على المواطنين حفاظاً على القدرة الشرائية، إذ ازداد تدخل صندوق المقاصة لدعم الأسعار 400% وانتقل من 4 مليار درهم في 2002 ، إلى 20 مليار في 2007، وانتقل إلى أكثر من 30 مليار العام الحالي. ورأى أنه لولا هذا الدعم لكان التضخم تجاوز 5.5%، وتوقع زيادة أسعار المحروقات في محطات التوزيع الصيف المقبل أو مطلع الخريف، في حال تجاوزت اسعار النفط حاجز 150 دولاراً للبرميل، وتعتبر هذه الصيغ الأكثر مخاطرة على الاقتصاد، لأنها تزيد التضخم وارتفاع بقية الأسعار.