الرياض : في الوقت الذي قامت به الكويت بربط سعر صرف الدينار مقابل الدولار الأمريكي بسلة من العملات العالمية الرئيسية، جددت مؤسسة النقد العربي السعودي "البنك المركزي" تأكيدها أنه لا نية لتغيير سعر صرف الريال السعودي. وقال مصدر مسؤول في مؤسسة النقد العربي السعودي في بيان صحفي امس كما ورد في وكالة انباء الإمارات "وام" إنه بناء على التساؤلات التي وردت إلى المؤسسة حول سياسة سعر صرف الريال السعودي في ضوء التغيير الذي حصل في سعر صرف الدينار الكويتي فإن المؤسسة تعيد التأكيد على أنه ليس هناك نية لتغيير سعر صرف الريال. وقد نصح تقرير مجلس الغرف السعودية الذي يرصد تطورات الاقتصاد المحلي بتوخي الحذر عند النظر لقضية ربط الريال السعودي بالدولار الأمريكي، لكنه ذهب إلى أن الوقت قد حان للبحث عن مخرج وصيغة مناسبة لحل إشكالية علاقة الريال بالدولار. وطرح التقرير كما ورد في صحيفة "الاقتصادية" السعودية ثلاثة بدائل لحل هذه الإشكالية هي فك الارتباط بين الدولار والريال، وهذا الخيار قال إنه قد يساعد الرياض أن تكون بمأمن من سلبيات ربط الريال بالدولار، وخاصة معدلات التضخم وأسعار الفائدة الأمريكية التي تجلب معها آثار الركود التضخمي من الاقتصاد الأمريكي. إلا أن هذا البديل قد يؤثر في الاستقرار النقدي في المملكة مما يؤثر بدوره في الاستثمارات ومستويات الأسعار، ويزيد المضاربة على العملة، ويخلق صعوبات تتعلق بتغيير سعر صرف الريال كلما تحركت أسعار النفط صعوداً أو هبوطاً. والخيار الثاني هو توسيع نطاق تأرجح سعر الريال أمام الدولار بدلاً من الربط الثابت، بينما ذهب الثالث إلى ربط العملة السعودية بسلة من العملات وفقاً لتوزيع التجارة الخارجية. لكن التقرير شدد على أن اختيار أي من البدائل المطروحة في هذا المجال يتوقف في المقام الأول على أهداف السياسة النقدية في المملكة والتي تلتزم بمبدأ الاستناد إلى الثوابت بدلاً من المخاطرة. وذلك في إطار السياسة النقدية لدول مجلس التعاون الخليجي، التي ستمكن هذه الدول من تحقيق الوحدة النقدية في عام 2010، ولذلك من الأفضل ألا تتبني المملكة أياً من هذه البدائل بمفردها، وإنما يكون في إطار توجه جماعي لدول المجلس. وقال إن هذا يعني أفضلية أن تلتزم دول الخليج بنظام ربط العملات الوطنية ومن ثم العملة الموحدة بالدولار، وهو النظام الذي دخلت إليه معاً، أو تخرج معاً من هذا النظام وتتبني بديلا يتفق عليه الجميع. وتجدر الإشارة إلى أن محافظ بنك الكويت المركزي سالم عبدالعزيز الصباح أعلن انه تم ربط سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الدولار الأمريكي بسلة من العملات العالمية الرئيسية التى تعكس العلاقات التجارية والمالية مع دولة الكويت وذلك بعد أربع سنوات من ربطها بالدولار، وذلك للحد من زيادة معدلات التضخم المحلية.