بغداد: أعلن الجيش التركي الثلاثاء ان الغارات الجوية الاخيرة على المتمردين الاكراد في شمال العراق قضت على 90 الى 100 متمرد ، بينما اوضح متحدث باسم حزب العمال الكردستاني ان ثلاثة من عناصر الحزب قتلوا في بداية القصف التركي على شمال العراق. وقال احمد دنيز لوكالة "فرانس برس" انه خلال الهجمات التي بدأت الاربعاء الماضي "استشهد ثلاثة من عناصرنا في منطقة بهدينان في محافظة دهوك في الايام الاولى من القصف". وهذه المرة الاولى التي يعلن فيها الحزب خسائر في صفوفه منذ بداية القصف. واضاف دنيز "حتى الآن نحن ملتزمون بقرار وقف اطلاق النار ولم نتخذ اي قرار جديد ولم نقم باي هجوم وكل ما حصل كان دفاعا عن النفس". وحذر من انه "اذا استمرت تركيا في هجماتها، فسنتخذ قرارنا وسنعلن حينها الدخول بحرب معها". وكان دنيز اعلن في وقت سابق ان "الطائرات التركية قصفت على مدى ثلاث ساعات بدءا من منتصف النهار مناطق قنديل وجبيل متين وكورتك". واكد "مواصلة القوات التركية حشد قواتها على الحدود مع العراق"، مضيفا انه "بدورنا، نقوم باستعدادات مماثلة لمواجهة القوات التركية في حال وقوع اشتباكات على الحدود". وتشن الطائرات التركية للمرة الاولى هذا العام، غارات على مواقع لمتمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق منذ مساء الاربعاء الماضي، وذلك بعد ساعات من كمين نصبه المتمردون في جنوب شرق تركيا قتل فيه ثمانية جنود اتراك وعنصر امن. وياتي القصف التركي بعد ان اعلنت الحكومة التركية بداية "عهد جديد" في القتال ضد حزب العمال الكردستاني. وقتل الاحد سبعة مدنيين عراقيين في غارة شنتها طائرة تركية استهدفت سيارة في قرية كوتك في احدى ضواحي قلعة دزة الواقعة في محافظة السليمانية. وفي المقابل ،اعلن الجيش التركي على موقعه الالكتروني الثلاثاء ان الغارات الجوية التركية الاخيرة في شمال العراق "قضت" على 90 الى 100 متمرد وجرحت 80 اخرين. وهذه حصيلة اولى يقدمها الجيش التركي عن غاراته على اهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني في الجبال العراقية. وتقدر تركيا عدد المتمردين الذين يختبئون في هذه المنطقة الخاضعة لادارة كردية عراقية بنحو الفي متمرد. وأوضح بيان الجيش التركي ان 14 منشاة و8 مخازن تموين ومخزن للذخائر وتسعة مدافع مضادات للصواريخ و18 كهفا و79 مخبأ ضربوا خلال العمليات. واشار الجيش الى ان الحصيلة موقتة. ومن جهته ،اعرب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عن قلقه لمقتل سبعة من مواطنيه الاحد الماضي اثر غارة جوية للقوات التركية التي تجري منذ اسبوع، مطالبا انقرة ب"عدم تكرار مثل هذه الافعال". ونقل بيان رسمي صدر الاثنين عن بارزاني قوله "منذ عدة ايام والطائرات التركية تقوم بقصف مناطق في اقليم كردستان. والاحد الحادي والعشرين استشهد سبعة مدنيين عزل من جراء ذلك القصف". واضاف "اعرب عن قلقي لاستشهاد هؤلاء المدنيين العزل وادين هذا العمل وأؤكد ان الحاق الضرر البشري والمادي بالمواطنين العزل لا يوجد له اي مبرر". وطالب الرئيس بارزاني تركيا ب"عدم تكرار مثل هذه الافعال". ويذكر انه قتل الاحد سبعة مدنيين عراقيين في غارة شنتها طائرة تركية استهدفت سيارة في قرية كوتك في احدى ضواحي قلعة دزة الواقعة في محافظة السليمانية. وفي سياق متصل ،أدان نائب رئيس مجلس النواب العراقي القصف التركي بالطائرات الحربية للمناطق الحدودية والقرى الآمنة في اقليم كردستان العراق. واضاف في اول رد فعل رسمي على القصف "نعرب عن اسفنا الشديد لهذه التجاوزات والخروقات وعدم احترام السيادة والمعاهدات والمواثيق الدولية"، معتبرا ان "تلك الاعتداءات السافرة من دول الجوار لا تصب في مصلحة العراق ومحيطه الخارجي". وطالب طيفور الحكومة "باتخاذ اجراءات فورية ورادعة، والامم المتحدة والولايات المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمجتمع الدولي بالتدخل لان الاستمرار في القصف سيعقد الاوضاع في المنطقة ويخلق ازمة وتوترا بين العراق ودول الجوار". فيما تظاهر اليوم الثلاثاء مئات من العراقيين الاكراد في محافظة السليمانية استنكارا لعمليات القصف. وخرج المتظاهرون في مدينة رانية ،125 كلم شمال السليمانية، وهم يحملون لافتات تندد بالحكومة التركية، وكذلك بالحكومة الايرانية التي تقصف قواتها منذ اسابيع مناطق حدودية مستهدفة متمردين اكرادا. وردد المتظاهرون هتافات بينها "ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان ارهابي يقول انه مسلم ويقصف الناس في رمضان". وتعتبر تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حزب العمال الكردستاني تنظيما ارهابيا.