اعتقال 60 شخصاً في كراتشي لاحتواء أعمال العنف العرقية قوات الأمن تسعى للسيطرة على الأوضاع في كراتشي كراتشي: اعتقلت قوات الأمن الباكستانية، يوم الأربعاء، 60 شخصاً في كراتشي لاحتواء أعمال العنف بين طائفة الباشتون وطائفة الأوردو بعد مقتل 300 شخصاً على الأقل خلال الشهر الماضي. ويقطن كراتشي أغلبية من الباشتون الذين جاؤوا من شمال غرب باكستان، وعلى الجانب الآخر تقطن جماعة تنتمي من الأوردو. وعلى مدار الشهرين الماضيين اتسعت رقعة المواجهات بين الأوردو والباشتون في أنحاء عدة من مدينة كراتشي الشاسعة تسببت في مقتل المئات وانتشار أعمال السلب والتخريب في المدينة وهو ما دفع وزير الداخلية للتلويح بإمكانية تدخل الجيش للسيطرة على الأوضاع هناك. ويقول المنتمون للأوردو أن أشخاصاً مسلحين يتبعون طائفة «الباشتون» يستهدفونهم من المنطقة المجاورة لهم. وقال أحد السكان: "لا يمكن للباشتون أن يقتربوا من منطقتنا ولا يمكن لنا أن نقترب من منطقتهم؛ فقد زادت الكراهية بين الجانبين لدرجة أن أطفالنا لا يريدون أن يقابلوا أحداً من الجانب الآخر". وتزداد أعداد المناطق في كراتشي التي يسود فيها الانقسام ذاته بين الجماعات العرقية المختلفة، وهو ما يزيد من فرص إراقة الدماء والدخول في دوامة الحرب العرقية. هذا وأصيب ستة أشخاص بينهم زعيم سياسي، يوم الثلاثاء، في هجوم شنه مسلحون مجهولون بالقنابل اليدوية على المكتب الإقليمي لحزب «الشعب» الباكستاني بمنطقة لياري في مدينة كراتشي. وقالت الشرطة الباكستانية إن الهجوم وقع عندما ألقى مسلحون يستقلون دراجات نارية قنابل يدوية على مكتب الحزب خلال تواجد الزعيم السياسي ظفر بلوشي بداخله، مما أدى إلى إصابته مع خمسة من أنصاره. وأكدت الشرطة أن قوات الأمن الباكستانية لاحقت المسلحين ووقع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين، لكنهم هربوا، وتم نقل المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاج. تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية الباكستاني رحمن ملك، أكد أن الحكومة لا تستبعد تدخل الجيش في مدينة كراتشي للقضاء على العصابات المسلحة وأعمال العنف التي حصدت منذ مطلع العام الجاري أكثر من 1300 قتيل. وأوضح رحمن ملك أن قوات الشرطة وقوات الأمن الخاصة تعمل بشكل دائم ومستمر للسيطرة على الأوضاع الأمنية المتوترة في كراتشي. وكان حزبي الحركة القومية المتحدة والعوامي الوطني البشتوني قد أعلنا تأييدهما لفكرة الاستعانة بقوات الجيش، وتسليم أمن كراتشي إلى القيادة العسكرية لمدة شهرين للقضاء على التوتر الأمني الذي عجزت قوات الأمن في السيطرة عليه. ويعتبر الحزبان من الأحزاب الرئيسية في كراتشي، وينظر إليهما دائماً بأنهما المسئولان عن موجة العنف العرقي التي تشهدها كراتشي، غير أن وزير الداخلية أكد في تصريحاته براءة الحزبين من موجهة العنف الحالية بالمدينة.