أوباما يغادر تركيا ويترك الأمل في السلام والحوار مع الاسلام الرئيس الامريكي باراك اوباما يغادر تركيا محيط : غادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما تركيا متوجهًا إلى واشنطن ، بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام أكد فيها أن السلام في الشرق الأوسط ممكن ، وشدد على ان بلاده لا تشن حرب ضد الاسلام . وقال أوباما في اجتماع طلابي في اسطنبول :" السلام في الشرق الأوسط ممكن ولكن الاسرائيليين والفلسطينيين عليهم تقديم تنازلات" ، متابعًا بالقول :"أعتقد أننا ندرك ما هي هذه التنازلات وما ينبغي أن تكون عليه. الآن ما نحتاج إليه هو الارادة السياسية والشجاعة من جانب القيادة" . وشدد أوباما في كلمته على معارضة الولاياتالمتحدة لأي تحرك ينال من سيادة الأراضي التركية ، قائلا :" تركيا حليف لنا ونحن نحترم وحدة أراضيها وسنعارض أي تحرك ينال من سيادة الأراضي التركية" في إشارة إلى الأنشطة المسلحة التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني الذي ينطلق من شمال العراق. وقال الرئيس الامريكي إن "علاقتنا مع تركيا ستستمر في التقدم حتى إذا لم تنضم للاتحاد الأوروبي". وقال أوباما ردا على سؤال حول إمكانية السماح بقيام دولة كردية في العراق : " نعارض اي شئ يعارض مصلحة اراضي تركيا ونعتقد انه من المهم ان تكون الاقلية الكردية داخل تركيا تشعر بالحرية ولا يمارس عليها القمع واعتقد ان الرئيس التركي ورئيس وزرائه ملتزمون بذلك". وبما يتعلق بالعراق قال أوباما أن الإنسحاب الأمريكي سيؤدي إلى إنهيار في الأوضاع الأمنية هناك، لذلك أعرب الرئيس الأمريكي على حرصه على ضمان عدم هذا الإنهيار في هذا البلد، حيث ستتم الحيلولة دونه بالإنسحاب التدريجي. وعن التغيير في السياسة الأمريكة أكد أوباما أن ذلك يتطلب وقتا وإن الزمن إختبار على القدرة.وبصدد الإرهاب ومقاومته في باكستانوأفغانستان شرح أوباما مبررات إنهاءه، مضيفا ضرورة مساعدة هذين الشعبين في مجال التعليم. وخلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام ، اهتم أوباما بالتركيز على : مغازلة المسلمين وقال أوباما إن أمريكا "ليست ولن تكون أبدا في حرب مع الإسلام" ، داعيًا إلى شراكة أكبر بين أمريكا والعالم الإسلامي،معربا عن اعتقاده بأن هذه الشراكة هى السبيل لهزيمة تنظيم "القاعدة" . وشدد أوباما شدد على أن معارضة "القاعدة" لايجب أن يكون هو أساس علاقة أمريكا مع المسلمين. وأضاف انه يريد تفاعلا أوسع يقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وكشف الرئيس الأمريكي أن إدارته سوف تطلق قريبا برامج للتواصل مع العالم الإسلامي. وكان أوباما قد حث تركيا،في أثناء مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي عبد الله جل، على المساعدة في سد الفجوة بين العالمين الإسلامي والغربي. وأكد أوباما"شراكتنا مع العالم الإسلامي هى في الواقع حاسمة في جهود مواجهة أيدولوجية هامشية يرفضها معتنقو كل الأديان". في الوقت نفسه ،أثنى الرئيس الأمريكي على إسهامات المسلمين في المجتمع الأمريكي. وقال"الأمريكيون المسلمون أثروا الولاياتالمتحدة. والعديد من الأمريكيين الآخرين لديهم مسلمون في عائلاتهم ، أو عاشوا في بلد ذي أغلبية مسلمة". وأضاف"أنا أعلم لأنني واحد من هؤلاء". وقال الرئيس الأمريكي إن زيارته لتركيا"بيان حول أهمية تركيا ليس للولايات المتحدة فقط بل للعالم". التطبيع بين تركيا وأرمينيا ودعا أوباما تركيا وارمينيا إلى ايجاد حل "سريع" لتطبيع العلاقات بينهما في أسرع وقت ، مؤكدا أن اسرع طريق لتجاوز الماضي هو المصالحة. وقال :" سنكون شركاء في حل الخلاف بين تركيا والأرمن ، ونشجع أنقرة على المضي قدما في المحادثات بينهما " ، فيما أكد الرئيس التركي عبدالله جول الاستعداد لمواجهة الحقائق بشأن الأرمن ، قائلا :"نقترح تشكيل لجنة تاريخية مشتركة يتم انشاؤها ونتفق على الخلاصات التي نتوصل اليها ، وتركيا تترك ارشيفها التاريخي متاح للجميع ، ونحن نود أن تكون علاقتنا جيدة مع الدول المجاورة". وكان أوباما قد وعد الأقليات الأرمنية في الولاياتالمتحدةالأمريكية أثناء الحملات الانتخابية بالعمل على الاعتراف التركي بالقيام بإبادة جماعية ضد الأرمن، وهو ما ترفضه تركيا بشدة. وبينما تؤكد تركيا على أن عدد القتلى الأرمن لا يتعدى 300 ألف شخص، يؤكد الأرمن أن عدد الوفيات بلغ 1.5 مليون شخص. ودافع أوباما عن انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي، معتبراً انه سيثري الاتحاد الأوروبي بثقافتها وموقعها الجيو - استراتيجي المهم وسياستها الخارجية المؤثرة. على صعيد السياسة الخارجية لتركيا، أعلن أوباما ان واشنطنوأنقرة تتفقان على رؤى مشتركة في ملفات عدة. وشدد على ضرورة قبول إسرائيل والفلسطينيين حل إقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمان، كما أيد الوساطة التركية في المفاوضات بين سورية وإسرائيل والتي طالب باستئنافها. وكرر الرئيس الأمريكي مطالبة إيران بالاختيار بين السعي إلى امتلاك أسلحة نووية وبناء علاقات افضل مع جيرانها والعالم، داعياً مسؤوليها الى الحوار مجدداً، "لأننا نسعى الى إقامة صلات مبنية على المصالح والاحترام المتبادل". وأكد أوباما ان تركيا ستدعم الاستقرار في أفغانستان وقوات الحلف الأطلسي فيها من دون ان يوضح على غرار الرئيس التركي عبد الله جول احتمال إرسال أنقرة قوات للقتال في أفغانستان، علماً أن الحكومة التركية أكدت مرات ضرورة حصر مهمات قواتها في الحلف بالعمل لإعادة إعمار أفغانستان وتقديم خدمات اجتماعية واقتصادية.