صحيفة: تنسيق باكستاني أمريكي وراء مقتل قيادي بالقاعدة الجنرال ديفيد بترايوس محيط : كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الاثنين أن الغارة الامريكية التي أسفرت عن مقتل رؤوف رشيد المسلح البريطاني السبت الماضي في منطقة شمال وزيرستان كانت باتفاق مع الحكومة الباكستانية. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة أن اجتماعا سريا عقد على متن حاملة الطائرات الأمريكية "إبراهام لينكولن" بين الجنرال ديفيد بترايوس قائد القيادة المركزية الأمريكية وقائد الجيش الباكستاني الجنرال إشفاش كياني تم خلاله وضع أسس العمليات العسكرية التي أدت إحداها لمقتل رشيد. وأوضحت الصحيفة :"أن الجنرال كياني تعهد في هذا الاجتماع الذي عقد في أغسطس/آب الماضي بتقديم المعلومات عن أهم الأشخاص المطلوبين ومنهم رشيد الذي كان يشتبه في صلته بمؤامرة تفجير طائرات عبر الأطلسي باستخدام مواد متفجرة سائلة". وأكدت :"أن المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى تحديد مكان رشيد ومطلوب آخر هو أبو زبير المصري قدمتها السلطات الباكستانية تنفيذا للاتفاق بين بترايوس وكياني". وتابعت الصحيفة البريطانية :" نقل الجنرال كياني بمروحية إى الحاملة في بحر العرب وأن المناقشات كانت حامية تم خلالها إطلاع القائد الذي خلف برويز مشرف على مدى الاستياء الأمريكي من الدعم الذي تقول واشنطن إن حركة طالبان تحصل عليه من عناصر في الجيش والاستخبارات الباكستانية". ونقلت الإندبدندت عن مصادر امنية بريطانية أن الغارة كانت عملا امريكيا منفردا دون أي مشاركة بريطانية، وأشارت الصحيفة أيضا إلى تأكيدات المصادر الباكستانية بأن الغارة أسفرت عن مقتل رشيد والمصري ولكن ستجرى اختبارات الحامض النووي للتأكيد من هوية الذين قتلوا في الغارة. في سياق متصل ، قالت صحيفة "التايمز" إن الاستخبارات البريطانية لم تبلغ مسبقا بالعملية التي استهدفت رشيد الذي يوصف أحيانا بانه الإرهابي المطلوب رقم واحد في بريطانيا. وأشارت التايمز إلى أن تأكيد مقتل رشيد سيستغرق أياما ومع ذلك فهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها القوات الأمريكية مطلوبا بريطانيا في منطقة شمال وزير ستان. وقالت الصحيفة إن مقتل رشيد والمصري يعتبر ضربة قوية لتنظيم القاعدة في منطقة القبائل الباكستانية. وكان خمسة مسلحين على الأقل قتلوا بينهم ثلاثة أجانب يعتقد ان أحدهم كان وراء مخطط لتفجير قنابل داخل طائرات تقوم برحلات عبر الأطلسي عام 2006 وأصيب ستة بجروح في هجوم نفذته طائرة تجسس أمريكية من دون طيار على منطقة وزيرستان القبلية شمال غرب باكستان السبت. وأكد مسؤول في أجهزة الأمن الباكستانية أن “رشيد رؤوف الذي يشتبه بانه العقل المدبر لمحاولات تفجير رحلات عبر الاطلسي ومسؤول مصري في القاعدة قتلا باكرا أمس في غارة صاروخية على شمال وزيرستان"، موضحا ان المسؤول المصري في القاعدة هو ابو الزبير المصري. وقال مسؤول في اجهزة الامن الباكستانية ان الهجوم، الذي شنته طائرة امريكية بدون طيار انطلاقا من افغانستان، أدى الى تدمير مخبأ للمسلحين في بلدة اليخيل بشمال وزيرستان، والى مقتل خمسة أشخاص وإصابة ستة بجروح. غير ان مصدرا دبلوماسيا غربيا قال ان الصاروخ اطلق من طائرة مقاتلة من سماء افغانستان وليس من طائرة من دون طيار كما حدث في ضربات سابقة. وكان رشيد رؤوف البريطاني الباكستاني الاصل اعتقل في اغسطس/آب 2006 ويشتبه في انتمائه الى القاعدة وبمشاركته في التحضير لاعتداءات كانت ستستهدف رحلات تجارية بين بريطانيا والولاياتالمتحدة. وفي ديسمبر/كانون الاول 2007 نجح رؤوف في الفرار من رجال الشرطة الذين كانوا يحرسونه بعيد مثوله امام محكمة في اسلام اباد في إطار إجراءات تسليمه الى لندن بتهمة ارتكاب جريمة قتل لا علاقة لها بالمؤامرة الارهابية نفي باكستاني وعلى الرغم من ماذهبت الصحيفة البريطانية لتأكيده ، قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إنه لا يوجد أي اتفاق بين بلاده والولاياتالمتحدة يسمح للقوات الأمريكية شن هجمات على أهداف داخل الأراضي الباكستانية. وأوضح جيلاني في مقابلة مع قناة تلفزيونية أمريكية أمس الأحد أن الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية على أراضي بلاده لا تخدم الجهود التي تبذلها حكومته في القضاء على ظاهرة الإرهاب والتطرف في منطقة القبائل، محذراً من أن هذه الهجمات تغذي مشاعر العداء ضد الولاياتالمتحدة والغرب لدى سكان المناطق التي تتعرض للهجمات. وفي سؤال حول عزم باكستان على التصدي لهذه الهجمات وإسقاط الطائرات الأمريكية التي تطلق الصواريخ على أهداف داخل باكستان، أوضح رئيس الوزراء الباكستاني أن إسقاط الطائرات ليس حلاً للقضية، بل إن حكومته تعمل على رسم استراتيجية شاملة لوضع حد لهذه الهجمات. وأشار جيلاني إلى أن بعض الهجمات الانتحارية التي شهدتها باكستان مؤخراً كانت درة فعل مباشرة للهجمات الصاروخية على تلك المناطق. كما أوضح أن هذه الهجمات تقوض جهود الجيش الباكستاني الذي يسعى إلى إخماد التطرف في منطقة القبائل.ولفت إلى أن لديه أمل في شخصية الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما في هذا الصدد. الدور على بن لادن اسامة بن لادن كانت صحيفة"صنداي تايمز" البريطانية ذكرت في عددها الصادر أمس الأحد أن سر تزايد الغارات الأمريكيية على باكستان يهدف إلى القضاء على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن مع بداية العد العكسي لحكم الرئيس الأمريكي جورج بوش. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة :" أن مقتل خمسة من عناصر القاعدة بينهم القيادي رشيد رؤوف دليل على أن الاستخبارات الغربية قد تمكنت من اختراق هذه المنطقة العصية ومعقل المسلحيين". وأضافت الصحيفة :"إنها نفس المنطقة التي يعتقد أن أسامة بن لادن قد التجأ إليها. وحتى هو -الناجي الأكبر- قد لا يكون غط في نوم هنيء الليلة الماضية" . وأشارت الصحيفة إلى أن هناك إصرار أمريكي بانهاء ولاية بوش ب"إنجاز ملموس"؛ وهذا ما يفسر تزايد الغارات الجوية من هذا القبيل، إذ بلغت هذا الشهر 21 غارة. وتقول الصحيفة إن مثل هذه الطلعات تثير استياء السلطات الباكستانية، وخصوصا الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الذي يعلم جيدا قدرات الحركات الإسلامية المسلحة بعد اغتيال زوجته بي نظير بوتو، لذا فإن مثل هذه الغارات -تضيف الصحيفة - ينبغي أن تكون حلا انتقاليا و"شرا لا بد منه" على المدى القريب، لحل المعضلة الأفغانية. وإلى ذلك الحين ستستمر الغارات الجوية على المناطق الباكستانية المتاخمة لأفغانستان، تقول الصحيفة : "إن الهدف الرئيسي لبوش هو أن يضرب ضربة قاصمة قبل أن يغادر البيت الأبيض. فعلى بن لادن أن يلتزم أقصى درجات الحيطة خلال الأيام الثمانية والخمسين المتبقية من عمر إدارة بوش". وكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي أي اية" مايكل هايدن أكد في وقت سابق أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن بن لان، لم يعد مشرفاً على عمليات التنظيم، ويكرّس معظم إمكاناته للحفاظ على سلامته وبقائه حياً. وقال هايدن :"يكرس كامل طاقته للحفاظ على وجوده، والكثير من الإمكانات للحفاظ على أمنه وسلامته.. في الحقيقة، يبدو معزولاً بشكل كبير ومقصياً من إدارة العمليات اليومية للتنظيم التي عادة ما كان يديرها.." وتعتقد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن النجاح في القبض على أسامة بن لادن أو قتله، بغض النظر ما إذا كان يساعد بفعالية في قيادة التنظيم الإرهابي، سيكون ضربة قاصمة للقاعدة ومن يدور في فلكها، وفق هايدن. وأكد المسؤول الرفيع "هذه منظمة لم تشهد تغييراً في قيادتها العليا، لعقدين كان بن لادن واضع الرؤية والملهم" والقوة المحركة وراء التنظيم. وشكك هايدن قائلاً "أما ما إذا كان مساعده الأيمن، الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري قادر على الحفاظ على وحدة الصف، فهذا هو السؤال المطروح. الحقيقة هي أننا لا نعرف ماذا سيحصل في حال مقتل أو القبض على بن لادن..لكنني مستعد للمراهنة بأنه مهما حدث، سيصب في مصلحتنا.." تهديدات أوباما ويبدو أن الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما يعد العدة هو الآخر لمواصلة الحرب على بن لادن ، حيث قال في مناظرة انتخابية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، "سنقتل بن لادن. سندمر القاعدة، سيكون ذلك أكبر أولويات أمننا القومي."غير أنّ تعقّب أسامة بن لادن لا يبدو بهذه السهولة. وفي مايو/أيار، بثّت القاعدة شريطا صوتيا لزعيمها، لكن واشنطن قالت إنه ليس لديها مؤشرات مؤكدة على المكان المفترض لاسامة بن لادن منذ أواخر 2001، عندما كان على وشك الوقوع في المصيدة في معركة مع القوات الأمريكية في تورا بورا بأفغانستان. وقال الضابط الميداني السابق في الاستخبارات روبرت بير، في تصريحات "لقد تحدثت إلى 12 رجلا من وكالة الاستخبارات كانوا يتعقبونه (بن لادن) ونصفهم أبلغوني أنهم يعتقدون أنه توفي فيما النصف الآخر قالوا إنهم يعتقدون أنه مازال حيّا، ولكن المفتاح هنا هو الاعتقاد.. إنهم لا يعرفون." ويعتقد مسؤولو الاستخبارات أنّ بن لادن يختبئ في مناطق القبائل شمال غرب باكستان النائية وذات التضاريس الجبلية الصعبة والتي يصل طولها إلى 14 ألف قدم وهو ما يعقّد من عمليات البحث.