بغداد : اتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الولاياتالمتحدة بأنها وراء مجيء الارهاب إلى المنطقة، داعيا واشنطن إلى تغيير سياستها تجاه بلاده . وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش اتهم طهران بتسليح ميليشيات شيعية في العراق تقاتل جيش الاحتلال الامريكي. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن نجاد قوله في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء نوري المالكي:" نحن نقول للسيد بوش ان اتهام الآخرين دون دليل سيزيد المشاكل في المنطقة ولن يحلها، ويجب على الامريكيين ان يفهموا حقائق المنطقة، ومنها ان شعب العراق لا يحب امريكا". وجاءت تصريحات نجاد خلال زيارته إلى بغداد، وهي أول زيارة لرئيس ايراني منذ عام 1979، كما انه اول رئيس من دول المنطقة يزور العراق منذ غزو واحتلاله بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2003. واجتمع أحمدي نجاد مع المالكي في مكتب الاخير داخل المنطقة الخضراء، التي تضم ايضا البرلمان العراقي والسفارة الامريكية، اضافة إلى عدد آخر من المؤسسات المهمة والتي تحظى بحماية وتحصين شديدين. من جانبه ، دعا نوري المالكي المالكي الدول العربية والاسلامية الى ان تحذو حذو ايران وتساعد في اعادة بناء العراق ، قائلا :"كانت آفاق التعاون والتعامل بين البلدين واسعة جداً وفي مختلف القطاعات والمجالات، وسنوقع اتفاقات بين الطرفين". واضاف: "لذلك لا حدود بالنسبة الينا في العراق ان ننفتح على أي فرصة من هذه الفرص للتعاون مع دول الجوار لا سيما ايران". وقال : "أوكد مرة اخرى ان هذه الزيارة وما ترتب عليها وما تمخض عنها من نتائج ستكون قطعاً مشجعة وباعثة للأمل ودافعة لبقية اخواننا وأشقائنا من دول الجوار لزيارة العراق والانفتاح على تجربة العراق الديموقراطي الجديد". وعن وجود منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية قال إن "العراق الجديد ليس عراق الديكتاتورية، بل هو بلد دستوري ديموقراطي اتحادي لا يسمح باستخدام أراضيه منطلقاً للمنظمات الإرهابية ضد اصدقائه واشقائه". واضاف: "سنسعى لإنهاء وجود المنظمات الارهابية كالقاعدة ومنظمة مجاهدين خلق وحزب العمال الكردستاني وأي جهة تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وتسيء الى علاقاتنا مع دول الجوار". ويرى محللون ان أحمدي نجاد سيستثمر زيارته للعراق لارسال رسالة إلى واشنطن مفادها أن طهران تمثل قوة رئيسية في العراق ليس بوسع الامريكيين تجاهلها أو تهميشها، خصوصا وان كثيرا من زعماء العراقيين من الشيعة كانوا خلال عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين منفيين او مهجرين في ايران ولسنوات طويلة. ويعتقد البعض الآخر ان زيارة الرئيس الايراني ليست بعيدة عن جهود طهران في مواجهة النشاطات الامريكية لعزلها بسبب طموحاتها النووية، وقد ترى ايران ان تحسين علاقاتها مع الدول العربية في المنطقة احد عناصر هذه الجهود. وكان الرئيس بوش قد قال إن على الحكومة العراقية ابلاغ طهران خلال زيارة الرئيس الإيراني بضرورة وقف "تسليح الميليشيات الشيعية العراقية"، كما ان على ايران فسح المجال امام "تطور الديمقراطية في العراق". وردا على سؤال بشان ما إذا كانت زيارة احمدي نجاد لبغداد ستؤثر سلبا على جهود الولاياتالمتحدة لعزل إيران، قال بوش إن الحكومة العراقية يجب أن تكون رسالتها واضحة للإيرانيين وان تتضمن الرسالة القائلة: " أوقفوا إرسال المعدات المتطورة التي تقتل مواطنينا، ونحن نتفاوض على اتفاق أمني طويل مع الولاياتالمتحدة".