إسلام أباد: أعلنت الحكومة الباكستانية اليوم السبت رفضها لمشاركة أي أطراف خارجية في التحقيقات الجارية حول اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو، معربة في الوقت نفسه عن استعدادها لتشريح جثة زعيمة المعارضة الباكستانية، يأتي ذلك فيما تعالت الأصوات المحذرة من إقامت الانتخابات في هذه الأجواء المتوترة . وقال الناطق باسم وزارة الداخلية الباكستانية، جاويد إقبال شيما:" هذه ليست قضية تتعلق بجريمة عادية"، مضيفاً إنها "قضية تتعلق بجريمة إرهابية"، وجدد المتحدث الباكستاني اتهام تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" بالوقوف وراء اغتيال رئيسة الوزراء السابقة، التي قضت بهجوم انتحاري الخميس أثناء مشاركتها في مؤتمر انتخابي مع أنصارها، استعداداً للانتخابات البرلمانية المقررة بداية الشهر المقبل. فيما تظاهر الآلاف في أنحاء متفرقة من باكستان مرددين هتافات مناوئة للرئيس برويز مشرف تعبيرا عن غضبهم لاغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو وسط أنباء عن احتمال تولي زوجها رئاسة حزب الشعب الذي يجتمع غدا الأحد لتقرير مشاركته في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ففي أكبر تجمع شعبي منذ اغتيال بينظير بوتو الخميس الفائت، احتشد اليوم السبت نحو 10 آلاف أمام مسجد قديم في لاهور تزامنا مع أداء صلاة الغائب على بوتو مرددين هتافات طالبت مشرف بالتنحي عن السلطة، ووقف عدد كبير من رجال الشرطة تحسبا لوقوع أعمال عنف فيما حمل المتظاهرون العصي وإطارات السيارات استعدادا لحرقها، قبل أن تتحرك الجموع الغاضبة إلى شارع المدينة الرئيسي وهم يرددون شعارات مناوئة لحزب الرابطة الإسلامية الحاكم الموالي للرئيس مشرف. وفي مدينة راولبندي القريبة من العاصمة إسلام آباد، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق 3000 متظاهر حاولوا اقتحام منزل وزير السكك الحديدية السابق شيخ رشيد أحد حلفاء الرئيس مشرف، وذلك في ثاني محاولة من نوعها خلال يومين. ونقلت مصادر إعلامية وقوع مظاهرات في أنحاء متفرقة من باكستان، ومنها مظاهرة في مدينة بيشاور حيث تجمع قرابة 3000 متظاهر في شوارع المدينة مرددين شعارات مناهضة للرئيس مشرف فيما حاول البعض منهم تحطيم واجهات المحال التجارية. وقامت قوى الأمن بالتصدي للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والهراوات، حسب ما أفاد به أحد شهود العيان، وفي مدينة مولتان الواقعة وسط باكستان تظاهر 2000 شخص بالتزامن مع تجمع العشرات في مدينة مظفر آباد عاصمة الشطر الباكستاني من إقليم كشمير تعبيرا عن غضبهم لاغتيال بوتو.