بعد امتلاك 3000 جهاز طرد مركزي نجاد: إيران قادرة على انتاج قنبلة نووية سنويا محيط -وكالات
عواصم: رغم الضغوط الأمريكية والأوروبية والتهديدات المستمرة بضربة عسكرية، أعلن الرئيس الإيراني محمود احمد نجاد اليوم الإربعاء إنه أصبح بامكان إيران إنتاج قنبلة نووية كل عام، وذلك بعد إمتلاك طهران ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، وهو ما يشكل مرحلة ذات دلالات تسمح نظريا بتوفير كميات كافية من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع قنبلة ذرية في اقل من سنة.
وقال نجاد خلال خطابه امام جموع احتشدت في مدينة برجند في محافظة خراسان شرق طهران :" إن المشروع النووي الإيراني حقق هدفه الإساس وهو دخول إيران النادي النووي، ومن جانبهم أوضح علماء الطاقة النووية أن تشغيل 3000 جهاز طرد مركزي سيمكن إيران من إنتاج قنبلة نووية سنويا. وفي إطار استعداداتها لحتمال شن هجوم أمريكي إسرائيلي عليها، قالت مصادر استخباراتية إن ايران اقامة قاعدة جوية على حدودها مع أفغانستان لتوجيه ضربات جوية ضد قوات الامريكية في افغانستان كرد فعل في حال تعرضها لضربات عسكرية .
وعلى الجانب الإسرائيلي يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت اليوم اجتماع وزاري مصغر لقيادات لجنتي السياسة والأمن للتشاور فيما وصل اليه من معلومات استخباراتية حول الملف النووي الإيراني وبحث كافة الاحتمالات.
أمر غير مقبول
ويشكل البرنامج الايراني لتخصيب اليورانيوم محور الازمة القائمة مع الغرب والولايات المتحدة، واكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان فرضية حصول ايران على السلاح النووي امر "غير مقبول"، واضاف لا يوجد حل اخر لحل الازمة سوى فرض عقوبات دولية واوروبية وفي الوقت نفسه يجب ان نبقى مستعدين للحوار وان نبقي على اليد ممدودة. اما المستشارة الالمانية انجيلا ميركل فاعلنت ان المانيا مستعدة ان لم تتراجع ايران لتبني عقوبات جديدة اكثر تشددا. وطلب مجلس الامن الدولي من ايران في ثلاثة قرارات فرض في اثنين منها عقوبات تعليق انشطة التخصيب هذه، وحذرت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ومعها المانياايران من انها ستعمل على ان يفرض مجلس الامن عقوبات جديدة في حقها اذا ما واصلت طهران رفض الامتثال لهذه المطالب.
صلاحيات خامنئي
ورفض الرئيس الايراني الذي تبقى صلاحياته دون صلاحيات المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي مجددا اي تسوية في هذا الصدد، وقال احمدي نجاد ان "ايران لن تعلق اي اهمية على هذه القرارات" المحتمل صدورها في حق بلاده وقد سبق له ان اعتبر سابقاتها "قصاصات ورق".
وقلل الرئيس الايراني كذلك من وقع عقوبات جديدة محتملة على ايران، مؤكدا ان الامة الايرانية لا تأبه بالعقوبات، واضاف هذا الشعب لن يتزحزح قيد انملة عن حقوقه ولا سيما حقوقه النووية، وتعتبر ايران ان تطوير برنامجها النووي حق مشروع لها. الا ان الدول الكبرى تعتبر ان الشكوك حول طبيعة هذا البرنامج تحتم تعليق انشطته الاكثر حساسية. ويسمح تخصيب اليورانيوم بالحصول على الوقود المستخدم في المحطات النووية وبالحصول كذلك على المادة الاولية المستخدمة في صناعة القنبلة الذرية، وتؤكد طهران ان الهدف من وراء برنامجها للتخصيب مدني بالكامل الا ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعلنت ان ليس في امكانها في الوقت الراهن تأكيد الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني.
فرض عقوبات
اما اسرائيل التي تسعى الى فرض اقصى العقوبات على ايران فحذرت مما وصفته بانحياز البرادعي متخوفة من الا يكون تقريره المرتقب بشأن الملف النووي الايراني قاسيا بالقدر الكافي، ومن المقرر ان يرفع مدير الوكالة الذرية محمد البرادعي تقريرا نهاية تشرين الثاني/نوفمبر حول التعاون الايراني مع وكالته.
واتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف الوكالة الذرية بانها "تخدم مصلحة ايران من خلال الاسهام في الاستراتيجية الايرانية المتمثلة في المماطلة"، ولا يرى الغربيون اي فائدة لايران في مجال الطاقة من تخصيبها اليورانيوم طالما انها لا تمتلك الا محطة نووية واحدة لم تنه روسيا بناءها بعد وسيتولى الروس تأمين الوقود اللازم لها.
ووافقت الدول الكبرى على الانتظار حتى صدور تقرير البرادعي بالاضافة الى تقرير مماثل يعده الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا قبل ان تقرر ما اذا كانت ستفرض على طهران عقوبات جديدة في مجلس الامن.
زيارة البحرين
وفي سياق متصل قال مسؤول بالسفارة الايرانية في مملكة البحرين إن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد سيزور المنامة في وقت لاحق هذا الشهر، بعد أيام من تصريحات صحفية نسبت لولي العهد البحريني اتهامه لايران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية.
وكانت صحيفتا "التايمز والديلي تلجراف" قد نسبتا إلى ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة قوله إن إيران تطور أسلحة نووية، وهو الاتهام الذي توجهه دول غربية لطهران لكن نادرا ما يصدر علنا عن الدول العربية المجاورة.
وتنفي إيران الاتهامات وتشدد على أن برنامجها النووي مخصص للاغراض السلمية، وقال الشيخ سلمان إن طهران لم تمتلك القنبلة بعد لكنها عاكفة على تطويرها، أو على امتلاك القدرات التي تمكنها من الحصول عليها، وحذر ولي العهد البحريني من أنَّ اندلاع أيَّ صراع عسكري بين الطرفين سيؤدِّي إلى انخراط المنطقة بأسرها في الحرب، ودعا كلا من روسيا والهند لتقديم يد العون وإيجاد حل دبلوماسي للأزمة.
وقال المتحدث باسم السفارة الايرانية في المنامة أبو القاسم وفائي "من المقرر أن يزور أحمدي نجاد البحرين في نوفمبر، لكن لم يتم تحديد الموعد بعد. وسوف يناقش العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك"، يذكر أن البحرين هي مقر للأسطول الخامس في الجيش الأمريكي، والموكل إليه تأمين الحماية لمضيق هرمز.