قلق "إصلاحي" من تزوير الانتخابات خاتمي يهاجم نجاد ويرى أنه ليس رسولا من السماء محيط - وكالات محمد خاتمي طهران: شن الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي هجوما على الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، وقال انه "ليس رسولا منزلا من السماء"، وان المعيار الحقيقي للحكم هو إرادة الشعب. وتأتي انتقادات خاتمي لأحمدي نجاد بعد نحو اسبوع من هجوم المتحدث باسم الحكومة الايرانية على خاتمي، متهما اياه بوضع ايران في موقف ضعيف بسبب افكار خاتمي حول حوار الحضارات. وذكرت وكالة انباء الطلبة الايرانية ان خاتمي قال في اجتماع مع اعضاء حزب التضامن الاصلاحي (هامباستيجي): "ان المعيار الرئيسي هو ارادة الشعب وليس اولئك الذين يعتبرون انفسهم رسلا خاصين من الله". واضاف خاتمي "ان نقطة التحول التي جاءت بها الثورة الاسلامية عام 1979 تمثلت في اسناد شؤون الشعب الى الشعب وليس الاصرار على الحكم باي ثمن". وعلى الرغم من ان خاتمي، 64 عاما، يفضل عدم التدخل كثيرا في أداء حكومة احمدي نجاد، وهو منشغل حاليا بالمشاركة المباشرة في حملة الاصلاحيين للانتخابات البرلمانية التي تجري في مارس/ آذار القادم، الا ان المراقبين يعتبرونه هو والرئيس الاسبق اكبر هاشمي رفسنجاني زعماء المعارضة لنجاد. وكان خاتمي حاضرا اول من امس ايضا في المؤتمر السنوي للحزب الاصلاحي الرئيسي في ايران وهو "جبهة المشاركة الاسلامية الايرانية". وبدأ الحزب الاصلاحي بشكل غير رسمي حملته للانتخابات التي تجري في شهر مارس القادم بانتقاد قاس لسياسات نجاد. وبالاضافة الى خاتمي، حضر مؤتمر الحزب الاصلاحي ايضا رئيس حزب حركة الحرية ابراهيم يزدي، ووزيرا الداخلية السابقين عبد الله نوري، وموسوي لاري، وهما من ابرز خصوم احمدي نجاد، الى جانب العديد من الدبلوماسيين المعتمدين بالسفارات الاجنبية في طهران. ..وهجوم إصلاحي آخر على نجاد كان زعيم جبهة المشاركة الاصلاحية في إيران محسن ميردامادي وجه انتقادات إلى الأوضاع الراهنة في بلاده تحت حكم نجاد، معتبراً ان الشعب الايراني فقد الديمقراطية. وفي كلمة امام الملتقى العاشر للجبهة، قال انه "ورغم المضايقات الأمنية التي تمارس ضد انشطتنا الاصلاحية وفقداننا لصحيفة مركزية أو منبر اعلامي، إلا اننا نشهد ارتفاعاً في اسهم شعبية حركتنا الاصلاحية". الرئيس الايرانى وانتقد ميردامادي ما آلت إليه الأمور في عهد حكومة نجاد وقال اننا اليوم نشاهد انتشار الكذب واضمحلالاً للمؤسسات الجماهيرية وتخريباً للمؤسسات الاقتصادية وحالات العزلة لايران والتهديدات من كل حدب وصوب". ونقلت جريدة "الخليج" الامارتية عن ميردامادي قوله: " أن فقدان الشعب للديمقراطية هو السبب في المشكلات الاقتصادية والسياسية وان العدالة لا يمكن تحقيقها من دون الديمقراطية ذلك اننا اليوم نشاهد ارتفاعاً في اسعار البترول وصل إلى 90 دولاراً للبرميل الا اننا نرى ان المشكلات الاقتصادية في تزايد فهناك ارتفاع في معدلات البطالة والتضخم وازدياد في نسب الفقر في ارجاء المجتمع". كما انتقد ميردامادي عمل الحكومة في العلاقات الخارجية وقال ان حالات الانفعال والتشدد سببت عزلة دولية لإيران. وفي الشأن الداخلي انتقد ميردامادي ما قامت به الحكومة من عزل للمسؤولين في الوزارات كما أشار الى المشاكل في الجامعات الايرانية وطرد الاساتذة وقال انه على ضوء تلك التطورات فإن البلد بحاجة الى الاصلاحات. قلق "إصلاحي" من تزوير الانتخابات في غضون ذلك، أعرب العديد من قادة التيار الاصلاحي في ايران عن قلقهم ازاء احتمال التلاعب في الانتخابات التي ستجرى في العام القادم والمخالفات داخل مجلس الاوصياء ووزارة الداخلية، وكلاهما وثيقا الصلة بالجناح السياسي لنجاد ومسؤولين عن الانتخابات. وبينما تتولى وزارة الداخلية المسؤولية عن الجوانب الفنية للانتخابات، فان الاعضاء المحافظين ورجال الدين في المقام الاول في مجلس الاوصياء سوف يشرفون على اهلية المرشحين. وكان مجلس الاوصياء قد اعلن عن عدم اهلية اكثر من 2500 مرشح واستبعدهم من خوض الانتخابات البرلمانية عام 2004 بدون تقديم اسباب تفصيلية في هذا الصدد. وعقب فوز نجاد الساحق في الانتخابات الرئاسية عام 2005، شكل الاصلاحيون ائتلافا مع الجناح المعتدل برئاسة رفسنجاني بهدف انهاء سيطرة حزب اعادة الاعمار (ابادجاران) الوثيق الصلة بالرئيس، على البرلمان. ويقول المراقبون ان احد الاسباب وراء فشل الاصلاحيين في الانتخابات الرئاسية التي جرت في عام 2005 هو تعدد المرشحين الاصلاحيين والمعتدلين مما يؤدي الى تفتيت الاصوات. انتقادات "إصلاحية" لنجاد بعد استقالة لاريجاني على لاريجانى كانت الاستقالة المفاجئة للمسئول الأول عن الملف النووي الايراني علي لاريجاني الابوع الماضي قد أثارت ردود أفعال في الأوساط السياسية الإيرانية عكست تباين الثبات بين تياري المحافظين والإصلاحيين. فقد رأى محمد رضا باهنر نائب رئيس البرلمان وأحد أكثر المقربين من نجاد أن الرئيس "وصل إلى طريق مسدود مع علي لاريجاني في الموضوع النووي"، مضيفاً أن "لاريجاني لا يمكنه مواصلة العمل مع الرئيس نجاد ولذلك فنحن نرى استقالته هي الأفضل في الظرف الراهن". أما الصحف الرسمية فقد لفتت النظر إلى أنها أبدت لا مبالاة إزاء استقالة لاريجاني، حتى أن صحيفة "إيران" أعطت أهمية ثانوية للموضوع، فيما ركزت صحيفة "كيهان" على القضايا الدولية. في المقابل، سلطت الصحف الإصلاحية جل اهتمامها على الموضوع، واعتبرت صحيفة "اعتماد ملي" أن نجاد بتعيينه مقرباً منه للإشراف على المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي والوكالة الدولية للطاقة الذرية جعل من جليلي المسؤول الأول عن أي فشل محتمل لتلك المفاوضات. وقال العنوان الرئيسي لصحيفة "اعتماد" أمس: " لاريجاني مسؤول الملف النووي يعزل بطريقة مجهولة وغير معلنة". ونشرت الصحيفة مقالات ولقاءات لعدد من الإصلاحيين الذين انتقدوا قرار نجاد “بعزل" لاريجاني. واعتبر داوود هرميداس عضو جبهة الإصلاحات أن "استقالة لاريجاني هي استقالة اعتراض على نهج الرئيس نجاد". من جهته، اعتبر الوزير الأسبق إبراهيم يزدي أن استقالة لاريجاني تحمل الكثير من البيانات والدلالات، ونقلت جريدة "الخليج" الاماراتية عن يزدي قوله: " الحقيقة ان عزل لاريجاني جاء بسبب الاختلافات العميقة مع الرئيس نجاد، خاصة في مسألة الرسالة التي جاء بها بوتين إلى طهران". وأضاف يزدي ان "استقالة لاريجاني أو عزله ستترك تداعيات على سير المباحثات، لا سيما أن الفريق المتشدد قد هيمن على الملف النووي". وفي إطار مناقشات الأوساط السياسية، اعتبر الإصلاحي رشيد جلالي، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان أن "خط المتشددين قد هيمن على الملف النووي، وهذا يبعث على القلق والحزن". وأضاف "ان إدارة لاريجاني كانت موضع تقدير من الجميع إلا أننا اليوم قلقون لأن المتشددين قد عادوا لقيادة القطار النووي"..