اسلام اباد: دعت رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو إلى الاستعانة بجهات دولية في اجراء تحقيق مستقل في محاولة اغتيالها، وتساءلت عن سبب اطفاء أنوار بعض الشوارع التي مر موكبها عبرها، حيث وقعت محاولة الاغتيال. وجاءت دعوة بوتو بعد أن ظهرت أمس الأحد في مكان عام للمرة الأولى منذ الاعتداء على موكبها لدى عودتها إلى بلدها الخميس الماضي. وتفقدت بوتو جرحى أصيبوا في الاعتداء، وأكدت ان محاولة اغتيالها لن تردعها عن الظهور العلني. وذكرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن عدد كبير من الحراس المسلحين أحاطوا ببوتو لدى زيارتها إلى مستشفى جناح في كراتشي، حيث تجمع حوالي مائة من أنصارها وأخذوا يهتفون لها. وأمضت بوتو حوالي ربع ساعة في المستشفى، وقال طبيب هناك انها عادت الجرحى ووزعت عليهم أموالاً وتعهدت بالنضال من أجل حقوق الشعب الباكستاني. ولدى خروجها، اكتفت بوتو بتحية مناصريها من دون ان تدلي بأي تصريح، ولكنها تحدثت للصحفيين لدى عودتها إلى منزلها، قائلة إنه "يتعين علينا تعديل حملتنا (الانتخابية) بسبب التفجيرات الانتحارية، وسنواصل عقد اللقاءات مع الجماهير، ولن نرتدع". ودعت بوتو إلى اجراء تحقيق مستقل في محاولة اغتيالها بمساعدة دولية، وكررت تأكيدها بأن متطرفين تغلغلوا في الحكومة وأجهزتها الأمنية. وقالت ان "أنصار النشطاء (الاسلاميين المتشددين) والقاعدة مصممون على منع الديمقراطية لأنهم يعتبرونها تهديداً للبنية التي أقاموها". في تلك الأثناء، بقيت كراتشي أمس مدينة مغلقة بسبب يوم حداد أعلنه حزب الشعب الباكستاني الذي تتزعمه بوتو. وشارك آلاف من أنصار الحزب في اقامة صلوات ترحماً على أرواح الضحايا، وبعضهم ردد هتافات تدعو للثأر. وفي بعض شوارع كراتشي، عمدت نحو عشر مجموعات من أنصار بوتو ضمت كل منها نحو 50 شاباً إلى قطع طرقات بالاطارات المحترقة ورشق سيارات مارة بالحجارة. إلا ان مسئول الأمن في اقليم السند (وسط) غلام محمد محترم، أكد ان "كل ما يجري سلمي عموماً، والوضع تحت السيطرة وليست هناك أعمال عنف تمارس ضد مواطنين آخرين". وتواصل الشرطة الباكستانية تحقيقاتها مع ثلاثة أشخاص اعتقلتهم السبت في جنوب البلاد ونقلتهم إلى كراتشي. وكان نحو 140 شخصاً قتلوا وأصيب أكثر من 200 في الهجوم الانتحاري الذي استهدف موكبها الخميس.