صنعاء: قبل ساعات من مناقشة مجلس الأمن الدولي للأزمة اليمنية ، بعثت الناشطة السياسية اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان برسالة موجهة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وأعضاء مجلس الأمن الدولي تطالبه فيها باتخاذ إجراءات صارمة و فورية تجاه النظام اليمني. وأضافت كرمان فى رسالتها، كما اوردها راديو "سوا" الأمريكي ، أن الاجراءات الدولية الصارمة ستعطي اليمنيين وبقية شعوب العالم الثقة بأن العدالة الدولية حاضرة ويدها طويلة بما يكفي أن تطال علي صالح وجميع المستبدين.
وأضافت كرمان قائلة "أن مجلسكم الموقر منعقد لبحث الوضع في اليمن فإن المسؤولية تقتضيكم التعامل الجاد مع ما يجري في سوريا وأجد من واجبي كحائزة على جائزة نوبل للسلام أن أذكر المندوبين الروسي والصيني أن الشعوب أبقى من الحكام".
و في رسالتها لمنظمة الأممالمتحدة قبيل الاجتماع الدولى المقرر صباح اليوم الثلاثاء طالبت كرمان مجلس الامن الدولى بحماية المتظاهرين السلميين في اليمن وكذلك إحالة جرائم نظام صالح إلى محكمة الجنايات الدولية.
وتابعت توكل كرمان قائلة في رسالتها إلى مجلس الأمن الدولي: "لو قدر لكم في هذه الساعة التي أخاطبكم فيها وأنتم تعقدون جلسة عن الوضع في بلادي لرأيتم دماء كثيرة تسفك وأرواحا تزهق ولسمعتم أنين الجرحى رغم ما يملأ الفضاء من دوي قصف الطائرات والدبابات التي يوجهها نظام علي عبد الله صالح الإجرامي المستبد والفاشل".
واستشهدت كرمان بمقولة للرئيس أوباما حول "قدرة الإنسان على التغيير وأن طلبه للحرية والكرامة لا محالة منتصر مهما اشتد عليه القمع والبطش لأن نداء الحرية يظل يتردد في أرجاء الدنيا، كما قال الرئيس أوباما وهو يتأمل في مشهد الثورة المصرية".
ثم استطردت قائلة "أجد أنه من واجبي كقيادية في الثورة الشبابية الشعبية السلمية. ومن موقعي كحائزة على جائزة نوبل للسلام لهذا العام أن أذكركم بأن السلام لا يمكن له أن ينشأ في ظل الدكتاتوريات".
هذا وأعربت توكل كرمان عن انتقادها لمجلس الأمن الدولي بشان تراخيه في نصرة الشعبين اليمني والسوري عكس ما فعل مع ليبيا.
ودعت في الوقت نفسه مجلس الأمن إلى مراجعة نفسه بما نصت عليه المواثيق الدولية وتأسيسا على سابقة المجلس في حماية الشعب الليبي.
وعلى الجانب الميدانى، قتل ثمانية أشخاص على الأقل في العاصمة اليمنية صنعاء خلال اشتباكات وقعت الاثنين بين قوات حكومية ومسلحين مؤيدين للثوار. وقال شهود عيان إن ستة مدنيين كانوا بين الذين سقطوا في القتال الذي دار بين قوات حكومية من جانب ومقاتلين موالين للزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر من جانب آخر.
وأضاف الشهود إن قذيفة قتلت ثلاثة أشخاص عندما سقطت بالقرب من مستشفى ميداني أقيم في ساحة التغيير حيث يرابط آلاف المحتجين منذ شهور مطالبين بتنحي صالح.
هذا وقد تصاعد العنف في اليمن منذ يوم السبت بينما يدرس أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشروع قرار يدين بشدة انتهاكات الحكومة لحقوق الإنسان ويحث صالح على التوقيع فورا والتنفيذ لخطة سلام وضعها مجلس التعاون الخليجي وتقضي بتنحيه.
وظل صالح في السلطة على الرغم من عشرة أشهر من الاحتجاجات الضخمة ضد حكمه استلهمت احتجاجات في أنحاء العالم العربي. وتحولت المعارضة إلى أعمال عنف على نحو متزايد ومنظم وتهدد بإغراق البلاد في حرب أهلية شاملة.