أسواق الأسهم العالمية تعوّض 44% من خسائر 2008 نيويورك: خلف الستار الكثيف من التشاؤم الذي فرضه الركود الاقتصادي العالمي في الشهور القليلة الأخيرة حققت أسواق الأسهم العالمية مكاسب ضخمة عوّضت بها جزءاً كبيراً من الخسائر الأكثر ضخامةً، التي لحقت بالمستثمرين ومؤسسات الاستثمار لا سيما صناديق الثروات السيادية الخليجية في 2008. وتتنافس مجموعة كبيرة نسبياً من المؤشرات المهمة على قياس أداء أسواق الأسهم العالمية، ويأتي من ضمنها مؤشر "ستاندرد آند بورز" العالمي والذي يعكس أداء 11 ألف شركة تبدأ قيمتها السوقية من 100 مليون دولار، وتتداول أسهمها في 47 بلداً، ويمثّل 25 بلداً الاقتصادات المتقدمة بينما يمثل الباقي الاقتصادات الصاعدة ومنها مصر والمغرب. ووفقا للتقرير الذي أوردته صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم، لم يكن أداء المؤشر أقل من "مبهر"، فبلغت قيمة المكاسب السوقية التي حققها في أغسطس الماضي تريليون دولار وناهزت حصيلة الأشهر الثلاثة الأخيرة ثلاثة تريليونات وتجاوزت أرباح الفترة منذ منتصف مارس خمسة تريليونات. ولوضع هذا الأداء في نصابه، فإن المكاسب المحققة منذ بداية 2009 عوضت 44% من خسائر 2008 في انتظار ما ستسفر عنه الأشهر الأربعة الباقية من السنة. واذا كان المؤشر يعاني قصوراً واضحاً في تغطية أسواق المال العالمية، إلا أن أهميته تنعكس في تركيزه على الأسهم المتاحة للاستثمار الدولي بما فيها الصناديق السيادية الخليجية التي توقع محللون اقتصاديون في مركز الدراسات الأميركي "مجلس العلاقات الخارجية" أن تكون ثلاثة منها (الإمارات والكويت وقطر) تكبدت الجزء الأعظم من خسائر سهمية قدرها بنحو 350 بليون دولار، 27% من أصولها، في 2008. وانفرد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 27% من مكاسب القيمة السوقية المحققة منذ بداية 2009 أي 1.4 تريليون دولار، إلا أن الزيادة التي سجلتها عوائد البورصة الأميركية لم تتجاوز 15% بكثير ما فسر، ليس فقط ترتيب أدائها في المرتبة ال 42 من أسواق المال ال 46، وإنما أيضاً حقيقة أن الزيادة في عوائد المؤشر العالمي، باستثناء المؤشر الأميركي، جاءت مضاعفة (29%). وتصدر لائحة أكبر الرابحين بأداء يزيد على 50% من بين الدول المتقدمة، النمسا والسويد وسنغافورة والنروج، وعلى 40% لوكسمبورغ واستراليا وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية وبلجيكا واليونان وبلغت نسبة ارلندا 34% وبريطانيا 29% ولم تصل نسبتا فرنسا وإيطاليا إلى 20% وتوقف أداء ألمانيا واليابان عند 14 و10% على التوالي. لكن بورصات الاقتصادات الصاعدة تميزت في شكل صارخ عندما بلغت نسبة العوائد التي حققتها منذ بداية 2009 (52%) ما يقرب من ثلاثة أضعاف النسبة التي سجلتها بورصات الدول المتقدمة (20%)، خافضة بذلك الخسائر التي لحقت بها في الربع الأخير والخطير من 2008 إلى أقل من 12% في مقابل 19% لدى الدول المتقدمة. وحلّت اندونيسيا في المقدمة بنسبة تزيد على 100%، تلتها تركيا والبرازيل 75 و74% على التوالي ثم الهند (66%) وروسيا (61%) والفيليبين (55%) وتايلند (51%) ومصر (44%). وفيما حققت الصين زيادة قوية (44%) في عوائدها معوضة كامل خسائر الربع الأخير من 2008، تقدمت ماليزيا خطوة إضافية بتحويل الخسائر إلى مكاسب.