موسكو محيط: تراجع اليوم سعر العملة الروسية لمستوى متدني جديد وذلك في ظل السياسة الراهنة للبنك المركزي الروسي والتي تسمح بخفض قيمة العملة خاصة وان هناك توقعات بأن تسجل موازنة 2009 اول عجزا لها منذ نحو 10 سنوات كنتيجة للأزمة العالمية الراهنة . وقد تراجع سعر الروبل بأسواق الصرف في موسكو بنحو 1.5 % وذلك امام سلة عملات البنك المركزي والتي تضم الدولار واليورو . ووصل سعر العملة الروسية كما اشار تقرير اوردته صحيفة "سياتل تايمز" عبر موقعها الاليكتروني الى مستوى29.3 روبل للدولار وهو مستوى لم يسجل منذ 2005 كما تراجع لادنى مستوياته مقابل اليورو ليبلغ 41.6 يورو. ويعد ذلك ثالث هبوط حاد لسعر العملة الاوروبية خلال 5 ايام. وتأتي الانخافضات المسجلة لسعر الروبل والتي تقدر بنحو 18% أمام الدولار منذ أغسطس الماضي وذلك في ضوء الهبوط الحاد لأسعار النفط الخام والتي تحوم حاليا حول مستوى ال 35 دولارا للبرميل الأمر الذي قد يلقي بظلال وخيمة على أداء الاقتصاد الروسي خاصة وأن نجاح الحكومة الروسية في تجاوز العجز بموازنة 2009 مرهون إلى حد كبير بتحرك أسعار النفط الخام حول مستوى ال 70 دولار. ويرى في ذلك الصدد رونالد سميث كبير الباحثين لدى مصرف " الفا بانك " في موسكو ان جانب اساسي من ايرادات الحكومة الروسية مثل رسوم صادرات النفط والغاز والضرائب على عمليات استخراج البترول ، مقومة بالدولار ولذا فإن خفض قيمة الروبل سيسهم في دعم بيانات الموازنة والعائدات الخاصة بمنتجي الطاقة . ويشير تقرير أوردته شبكة بلومبرج الإخبارية عبر موقعها الاليكتروني إلى أن تراجع سعر صرف الروبل الروسي يقدر بنحو 14% أمام الدولار و 11% مقابل اليورو خلال العام الحالي وذلك في ظل الهوبط الحاد لأسعار النفط والذي تزامن مع أجواء التوتر الحاد بين جورجيا وروسيا وتصاعد حدة أزمة الائتمان العالمية. ويرى الخبير الاقتصادي لدي الكرملين أن الاقتصاد الروسي الذي تمكن من تجاوز مرحلة التعثر عن سداد الديون في عام 1998 ليحقق نموا بلغ في المتوسط 7% خلال الأعوام الثمانية حتى عام 2007 قد يواجه ركودا في النصف الأول من 2009. وأضاف الخبير الروسي آركادي دفوكوفيتش أن الحكومة الروسية سجل العام المقبل عجزا في الموازنة وهو ما سيعد أول عجز من نوعه منذ نحو 10 أعوام كما ستقدم على الاستعانة بالاحتياطي النقدي الذي يقدر بحالي 132.6 مليار دولار أو استخدام عوائد النفط الإضافية لمواجهة عجز الموازنة.