بعد أن سمح البنك المركزي الروسي لعملة الروبل بالتراجع بنحو 1% أمام كل من الدولار واليورو وذلك من خلال عملية خفض لسعر صرف العملة على مدى ثلاث مرات خلال أسبوع وصل حاليا سعر الروبل لأدنى مستوياته منذ يناير 2006. وتأتي الانخافضات المسجلة لسعر الروبل والتي تقدر بنحو 18% أمام الدولار منذ أغسطس الماضي وذلك في ضوء الهبوط الحاد لأسعار النفط الخام والتي تحوم حاليا حول مستوى ال 35 دولارا للبرمكيل الأمر الذي قد يلقي بظلال وخيمة على أداء الاقتصاد الروسي خاصة وأن نجاح الحكومة الروسية في تجاوز العجز بموازنة 2009 مرهون إلى حد كبير بتحرك أسعار النفط الخام حول مستوى ال 70 دولار. ويشير تقرير أوردته شبكة بلومبرج الإخبارية عبر موقعها الاليكتروني إلى أن تراجع سعر صرف الروبل الروسي يقدر بنحو 14% أمام الدولار و 11% مقابل اليورو خلال العام الحالي وذلك في ظل الهوبط الحاد لأسعار النفط والذي تزامن مع أجواء التوتر الحاد بين جورجيا وروسيا وتصاعد حدة أزمة الائتمان العالمية. ويرى الخبير الاقتصادي لدي الكرملين أن الاقتصاد الروسي الذي تمكن من تجاوز مرحلة التعثر عن سداد الديون في عام 1998 ليحقق نموا بلغ في المتوسط 7% خلال الأعوام الثمانية حتى عام 2007 قد يواجه ركودا في النصف الأول من 2009. وأضاف الخبير الروسي آركادي دفوكوفيتش أن الحكومة الروسية سجل العام المقبل عجزا في الموازنة وهو ما سيعد أول عجز من نوعه منذ نحو 10 أعوام كما ستقدم على الاستعانة بالاحتياطي النقدي الذي يقدر بحالي 132.6 مليار دولار أو استخدام عوائد النفط الإضافية لمواجهة عجز الموازنة.