بروكسل: تلبية لدعوة رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي يجتمع زعماء دول "اليورو" الخميس المقبل في قمة اسثنائية وذلك لبحث سبل مواجهة أزمة الديون ولتحقيق الاستقرار المالي في منطقة اليورو. وقال رومبوي في بيان مقتضب الليلة الماضية ان جدول اعمال الاجتماع يتضمن مناقشة تحقيق الاستقرار المالي في منطقة اليورو بشكل عام اضافة الى التمويل المستقبلي لحكومة اليونان، لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل حول اجندة الاجتماع واكتفى بالاشارة الى انه سيتم نشرها لاحقا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا". وفى رسالة نشرها على موقع تويتر قال رومبوى " لقد طالبت باتخاذ الإجراءات التمهيدية لعقد القمة "، مضيفا"إن آجندتنا ستكون تحقيق الإستقرار المالى لمنطقة اليورو ككل، والتمويل المستقبلى للبرنامج اليونانى". يذكر ان المفوضية الأوربية أعلنت يوم الأربعاء مازالت فى عين العاصفة بالنسبة لأزمة الديون، وحثت البلاد على تدعيم برنامجها للتصحيح الإقتصادى. وعلى صعيد متصل، نفى رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزيك وجود ازمة في العملة الاوروبية الموحدة "يورو" مناشدا البرلمان النمساوي تقديم الدعم الى اليونان والتعبير عن تضامنه معها. ونقلت هيئة الاذاعة والتلفزيون النمساوي عن بوزيك قوله خلال زيارته الى فيينا ان الاتحاد الأوروبي يعمل حاليا على انقاذ اليونان لان في ذلك انقاذ للجميع على حد تعبيره. يذكر ان هذه هي المرة الاولى التي يوجه فيها مثل هذا النداء من البرلمان الأوروبي الى برلمان احدى الدول الاعضاء وقد اصبح ذلك ممكنا بعد الاصلاحات التي ادخلت على معاهدة لشبونة. واضاف بوزيك وهو رئيس حكومة بولندا السابق ان الازمة ليست خاصة باليورو وانما هي ازمة مديونية تمر بها دولة عضو في الاتحاد الاوروبي ما يعني ضرورة المزيد من التنسيق على نطاق الميزانية بين الدول الاعضاء في الاتحاد بشكل عام. كما دعا رئيس الحكومة البولندية السابق الى زيادة حجم الاستثمارات على المدى الطويل خاصة في مشاريع البنية التحتية في كامل اوروبا. وبالنسبة لمشروع ميزانية الاتحاد الاوروبي للفترة ما بين عامي 2012 و2020 التي تتعرض حاليا الى العديد من الانتقادات خاصة من النمسا قال رئيس البرلمان الاوروبي ان هذا المشروع مازال خاضعا للنقاش في بروكسل منبها في ذات الوقت الى التحلي بالشجاعة والاقدام على اتخاذ اجراءات قد لا تكون توفيرية وتتجاوز الحد المعهود في الميزانية اذا اقتضى الامر وهي اشارة واضحة الى الحكومة النمساوية التي رفضت زيادة 5 في المئة من نفقات الميزانية. وشدد رئيس البرلمان الأوروبي على ضرورة تقوية المنافسة وهذا يتطلب بطبيعة الحال نفقات اضافية خاصة اذا ما تقرر اتخاذ اجراءات حازمة تتعلق بالتغيرات المناخية وبسياسة النقل ما يتطلب القيام باستثمارات ضرورية تحظى بالاولوية على المستوى الاوروبي. وتاتي تصريحات رئيس البرلمان الأوروبي في اعقاب التصريحات المتشددة التي ادلى بها هانيز كريتسيان شتراخيه زعيم حزب الاحرار اليميني المتطرف (كريستيان شتراخه) والتي انتقد فيها ما اسماه تبذير الاموال لانه لا يرى فائدة تستدعي اهدار الاموال وجعل البنوك تستفيد من اموال دافعي الضرائب لانقاذ بلد ما" على حد تعبيره. واقترح بناء "اوروبا ذات مستويين" المستوى الاول يضم الدول التي تحظى بمصداقية مالية وقادرة على الدفع والمستوى الثاني الدول غير القادرة على الدفع والمدينة التي يجب اخراجها من منطقة اليورو وعودتها للتعامل بعملتها الخاصة بها على حد قوله. ومن ناحيته انتقد الخبير الاقتصادي والمتحدث باسم حزب الخضر النمساوي فان دربيلن القرارات الفوقية التي يتخذها الاتحاد الاوروبي لمساعدة بعض الدول دون التشاور المسبق لا مع البرلمانات المحلية للدول الاعضاء ولا مع البرلمان الاوروبي نفسه.