4.5 مليارات جنيه ينفقها المصريون في الأعمال الخيرية محيط – زينب مكي
أظهر تقرير صدر حديثا أكثر من 85% من الأسر المصرية شاركت في الأعمال الخيرية خلال العام الماضي 2009 سواء بأموالها أو بمجهوداتها، مقدرا حجم العطاء الخيري لما أنفقته 15.8 مليون أسرة مصرية بنسبة 86.7% من إجمالي الأسر في مصر بنحو 4.5 مليارات جنيه.
وأشار التقرير الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، أن أهم صور العطاء الخيري لأسر المصرية الزكاة والعشور، حيث يدفع 97.9 % من الأسر المصرية أموالا لهذين الغرضين، فيما تقوم 21.6% من الأسر يقومون بدفع تبرعات.
وأضاف التقرير الذي جاء بعنوان "العمل الخيري للأسر المصرية" والذي حصلت شبكة الإعلام العربية "محيط" على نسخة منه، أن 9.9 % من فقراء مصر يقومون بأعمال خيرية ويدفعون تبرعات وتزداد هذه النسبة مع ارتفاع المستوى الاقتصادي.
وترى غالبية الأسر المصرية أن العطاء الخيري مهم وأشار 77.2 % من من يقومون بالعطاء أنهم يقومون بزيادته عند زيادة دخولهم وترتفع هذه النسبة في الوجه البحري لتصل إلى 81.3%، ويتدرج العطاء الخيري في البلاد من الأغنى إلى الأفقر ، ليبتكر المصريون قانون "تدوير الخير" وفقا للتقرير.
كما تحدث التقرير عن "موائد الرحمن" كأحد أهم صور الإنفاق الخيري في مصر، مقدراً عدد الموائد على مستوى حضر الجمهورية بنحو 13555 مائدة خلال شهر رمضان عام 2008، يتراوح عدد المترددين عليها يوميا ما بين 18 و19 مليون فرد، كما أن 87% من موائد الرحمن ينظمها أفراد، بينما 13% تابعة لجمعيات خيرية وشرعية.
ووفقا للتقرير، بلغ إجمالي حجم الزكاة خلال العام الماضي 2009 نحو 18 مليار جنيه سنويا وقد بلغ متوسط ما تنفقه الأسرة على الزكاة نحو 120 جنيها سنويا، لافتا أن 17.5% من الأسر تعتمد في دخلها على مساعدات الأهل ونحو 3% على مساعدات أهل الخير، 85% من الأسر التي تتلقى مساعدات تحصل عليها بصفة شهرية.
وأفاد التقرير أن حجم التبرعات التي تدفعها الأسر المصرية تقدر بحوالي 2.5 مليار جنيه سنويا وبلغ متوسط ما تنفقه الأسرة على التبرعات والصدقات سنويا نحو 272 جنيها، فيما بلغ إجمالي إيرادات الجمعيات الأهلية نحو 336 مليون جنيه في عام 2008 مقابل 258.8 مليون جنيه في عام 2006 ، وذلك بمعدل نمو بلغ 18 % خلال هذه الفترة.
وحرصت الأسر فى مصر على وصول أموال الزكاة أو العشور إلى مستحقيها، جعلها تفضل توجيه هذه الأموال مباشرة إلى الفقراء والمساكين، عن طريق إعطاء مساعدات مادية للمحتاجين أو مساعدة الفتيات اليتيمات على الزواج وغير ذلك، لتأتى المساجد والكنائس في المرتبة الثانية من حيث تلقى مبالغ المساعدات، ثم الجمعيات الشرعية.
ونحو 75.3% من إجمال التبرعات تكون في صورة نقدية، وإن كان الذكور أكثر ميلا إلى إيداع أموال الزكاة أو العشور في المساجد أو الكنائس، بينما تميل الإناث إلى إعطائها للأسر المحتاجة مباشرة، كما ذكر التقرير، والذي أوضح أن أكثر من 75% من إجمالي التبرعات تأتى في صورة نقدية.
وأشار التقرير أن 91% من الذين يدفعون أموالا بغرض أعمال الخير في المجتمع المصري لديهم النية في زيادة عطاءهم الخيري في المستقبل.
وقدم التقرير قراءة في تاريخ العمل الخير في مصر متحدثا عنه عند قدماء المصريين مرورا بالتاريخ الإسلامي للبلاد إلى العمل الخير في تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
وفي النهاية أشار التقرير إلى مجموعة من التجارب المصرية المضيئة في مجال العمل الخيري والتطوعي مثل بنك الطعام، جمعية "رسالة" الخيرية، مؤسسة "مصر الخير"، مستشفى سرطان الأطفال "57357"، وجمعية "كاريتاس مصر"، بالإضافة إلى بعض التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال مثال منظمة "Global Crssroad" الأمريكية، ومؤسسة " Corporation for National and Community Service".