التعثر الاختياري.. "خطر" يدق باب المؤسسات المالية الإسلامية
محيط – زينب مكي
جاء قرار "ستاندرد آند بورز" منح "بيت التمويل الخليجي" تصنيف SD, الذي يعني أن البنك "تعثر" بشكل "اختياري" ليدق ناقوس الخطر معلنا دخول صناعة التمويل الإسلامي مرحلة حرجة مع اقتراب حالات التعثر لأول مرة من إصابة "مؤسساتها" بدلا من "صكوكها".
وفوجئت أوساط المال الإسلامية الأسبوع الماضي عندما منحت "ستاندرد آند بورز" ،إحدى أهم وكالات التصنيف العالمية، "بيت التمويل الخليجي" البحريني تصنيفا ائتمانيا يبتعد درجة واحدة عن تصنيف "متعثر" ، حيث خفضت تصنيفه من CC/C إلى SD/SD, الذي يعني أن البنك "تعثر" بشكل "اختياري"، وذلك بعد أن أخفق في تسديد قرض كامل له يبلغ 300 مليون دولار، وموافقة الدائنون على تمديد تاريخ استحقاق الدفعة الأخيرة من القرض (100 مليون دولار) لستة أشهر أخرى.
وكانت "بيت التمويل الخليجي" قد أعلنت مؤخراً عن خسائر تاريخية وصلت إلى 607 ملايين دولار في الربع الأخير من 2009، مسجلا خسارة عن السنة بكاملها مقدارها 728 مليون دولار، وفقا لما نشرته صحيفة "الاقتصادية" الإلكترونية.
محاولات التهدئة
حاولت الوكالة تهدئة الأوساط المالية في الخليج مؤكدة، أن "بيت التمويل الخليجي لم يصبح "متعثرا" حتى الآن؛ وأن تصنيفها يعني فقط أنه "متعثرا اختياريا"، مشيرة إلى أنه لا يوجد أي بنك خليجي آخر يقترب من هذا التصنيف، إلا أن الوكالة أخلت بالطبع مسئوليتها من البنوك التي لا تقيمها.
شعار بيت التمويل الخليجى ومن جانبه، أعرب محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج عن أمله بأن تساعد المبادرات والخطوات التي يتخذها "بيت التمويل الخليجي" بترتيب أوضاعه واجتياز المراحل الصعبة التي يمر بها، متمنياً لإدارة البنك تحقيق نتائج إيجابية، مؤكدا في بيان أصدره البنك ، أهمية استمرار التعاون بين البنك والمصرف وضرورة إطلاع المركزي بأهم وآخر التطورات لأنشطة البنك.
تاريخ الأزمة
وفي ما يلي تسلسل زمني أوردته صحيفة "القبس "الكويتية بالأزمات التي واجهتها "بيت التمويل الخليجي" مؤخرا: 10 نوفمبر: أعلن البنك خسائره الفصلية للربع الرابع على التوالي. 26 نوفمبر: وكالة "ستاندارد اند بورز" تخفض تصنيف بيت التمويل الخليجي الى BB+/B من BBB-/A-. 3- ديسمبر: فشل مشروع مشترك مزمع لتقديم خدمات بنكية استثمارية مع مجموعة ماكواري الاسترالية. 23 ديسمبر: استقالة الرئيس التنفيذي احمد فاعور بشكل مفاجئ بعد خمسة أشهر في المنصب. 30 ديسمبر: إلغاء مشروعا عقاريا بقيمة 300 مليون دولار في دبي. 14 يناير: "ستاندارد اند بورز" تخفض تصنيفها للبنك الى +B. 2 فبراير: "ستاندارد اند بورز" تخفض تصنيفها للبنك ست درجات الى CC/C . 10 فبراير: بيت التمويل الخليجي يقول أن البنوك قبلت اقتراحا لتمديد فترة سداد ثلث القرض ستة اشهر
معنى التصنيف
وجدير بالذكر أن "ستاندارد آند بورز" تمنح المرتبة SD (التعثر الانتقائي) في حالة اعتقادها أن الجهة الملتزمة بالواجب التعاقدي البنك محل التصنيف ستخفق بصورة انتقائية في تسديد الالتزامات المستحقة لإصدار معين أو لفئة من الالتزامات، مع استثناء الالتزامات التي تجعل المؤسسة مؤهلة رأسمالياً بموجب القوانين التنظيمية، لكنها ستستمر في تسديد دفعاتها المترتبة على إصدارات أخرى أو على فئات الالتزامات الأخرى في مواعيدها المقررة.
شعار وكالة كما تمنح "ستاندارد" المرتبة D حين تعتقد أن التعثر سيكون تعثرا عاماً وأن الجهة الملتزمة بالواجب التعاقدي ستخفق في تسديد جميع (أو معظم) التزاماتها حين تصبح واجبة الدفع، وهذا يعنى رسالة صريحة من الوكالة إلى المستثمر "لا تثقوا بهذه الشركة، وانها من غير المرجح أن تكون قادرة على الوفاء بالتزاماتها".
مشاكل أخرى بالقطاع
ولعل من أهم أسباب قلق المستثمرين وجود بنوكا أصبحت تحمل درجة استثمارية عالية المخاطر sub-investment grades في تصنيفاتها كما هي الحال مع "بيت التمويل الخليجي" و"أركابيتا"، إلى ذلك سحب بنكان إسلاميان "شامل" و"أركابيتا" تصنيفاتهما الائتمانية وأنهيا عقودهما مع "ستاندرد" بعد أن أصرت الوكالة على شفافية تصنيفاتها التي يعتمد عليها المستثمرون في قراراتهم الاستثمارية.
وبدأ بنك "أركابيتا"الذي يعد من بيوت الاستثمار الرائدة عام 2009 بتقييم ائتماني بمرتبة BBB من "ستاندارد آند بورز"، لكن هذه المرتبة تم تخفيضها إلى BB-/B ، وذلك بسبب المديونية العالية للبنك وذلك بفترة وجيزة قبل قراره بسحب التصنيف، وهنا خرجت الوكالة العالمية تبرأ نفسها في أوساط المال مما قد يحدث للبنك بعد سحب التصنيف، ما يعني أن "ستاندارد" لن تقوم بعد الآن في رصد أعمال ووضعية البنك.
ورغم أن تلك المؤسسة هي التي تتعاقد في المقام الأول مع وكالة التصنيف أيا كانت كما أيضا بنك "شامل" بسحس تصنيفه من وكالة "ستاندارد آند بورز"، بعد حصوله على تقييم- BBB-/A مع نظرة سلبية له.