أنابيب النحاس تشعل حربا جديدة بين التنين الصيني والكاوبوي الأمريكي
محيط – زينب مكي
يبدو أن الركود العالمي أدى إلى زيادة النزاعات التجارية حول العالم ،خاصة بين أكبر اقتصاديات العالم الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين، فما تكاد تنتهي مشكلة أو أزمة بين الطرفين فتظهر مشكلة أخري، حتى بدا سيناريو "افتعال المشاكل" هو أكثر السيناريوهات واقعية بين الطرفين.
وكان أخر تلك الأزمات، حكما أوليا أصدرته لجنة التجارة الدولية التابعة للولايات المتحدة يقضي بمواصلة التحقيقات في فرض رسوم مكافحة إغراق علي أنابيب النحاس غير الملحومة المستوردة من الصين.
وأشارت لجنة التجارة الدولية في بيان لها صدر أول أمس الجمعة إلى أن هناك دليل عقلاني علي أن الصناعة الأمريكية تعرضت لضرر مادي أو تهديد بالتعرض لضرر مادي بسبب واردات هذه المنتجات من الصين, والتي يزعم أنها تباع في الولاياتالمتحدة بأقل من القيمة العادلة.
وبذلك سوف تواصل وزارة التجارة الأمريكية إجراء تحقيقاتها في فرض رسوم مكافحة إغراق علي واردات هذه المنتجات من الصين, ومن المقرر أن تصدر الوزارة قراراتها الأولية بحلول 9 مارس 2010 أو في موعد قريب من هذا.
وفي هذا الصدد ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أنه إذا اتخذت وزارة التجارة الأمريكية قرارا تأكيديا في النهاية, فإن لجنة التجارة الدولية من المقرر أن تصدر قرارها التأكيدي النهائي الذي يقول أن واردات هذه المنتجات من الصين تحدث ضررا ماديا أو تهدد بإلحاق ضرر مادي علي الصناعة المحلية, ومن المقرر أن تواجه هذه المنتجات رسوم مكافحة الإغراق بما يتراوح ما بين 60.5% إلي 85.7%.
حيث فرضت وزارة التجارية الأمريكية رسوما جمركية على واردات الولاياتالمتحدة من أنابيب النفط الصينية المنشأ ،مؤكدة أن الصين تبيع هذه المنتجات بأسعار أقل من الأسعار العادية بكثير، فيما وصفت الصين القرار الأمريكي بأنه استغلال لإجراءات الحماية.
وكانت واشنطن قد فرضت في السادس من نوفمبر الجاري ضريبة بنسبة 36.53% على أنابيب النفط القادمة من الشركات الصينية، بعد أن ذكرت وزارة التجارة الأمريكية في بيان لها نقلته شبكة ال "بي بي سي" أنها " تأكدت أن شركة OCTG الصينية قامت ببيع أنابيب آبار النفط في الولاياتالمتحدة بأسعار أقل من السعر العادي بنسب تراوح ما بين صفر إلى 99%، مقدرة صادراتها إلى الولاياتالمتحدة بنحو 2.6 مليار دولار خلال عام 2008.
وعلى الجانب الآخر وصفت وزارة التجارة الصينية فرض الضريبة الأمريكية بأنها إجراءات حمائية وتعهدت باتخاذ إجراءات لحماية مصالحها المحلية، وبالفعل أعلنت الوزارة في اليوم التالي الجمعة 7 نوفمبر أنها قامت بتحقيقات مكافحة الإغراق والدعم بالنسبة للسيارات أمريكية الصنع ذات المحركات سعة لترين أو يزيد، قائلة أنها اتخذت هذا القرار بعد أن ملأت الشركات الصينية لتصنيع السيارات استمارات تطالب بإجراء تحقيقات مكافحة الإغراق.
وفي خطوة سابقة أعلنت الصين مطلع نوفمبر الجاري أنه رسوم مكافحة إغراق لخمس سنوات، تتراوح من 5% الى 35.4% ، على واردات حمض الأديبيك من الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وجمهورية كوريا.
وونقل موقع شبكة الصين على الإنترنت عن وزارة التجارة الصينية أن الرسوم سيسري مفعولها ابتداء من الثاني من نوفمبر الجاري، مضيفة أن دائرة التحقيق فيها قضت بأن الاقتصادات الثلاثة أغرقت السوق الصيني بحمض الاديبيك وتسببت بأضرار مادية للصناعة المحلية.
وكانت الخطوة الأسبق في الولاياتالمتحدة حيث فرضت رسوما جمركية على وارداتها من الإطارات الصينية لحماية صناعة الإطارات الأمريكية في سبتمبر الماضي، مما أشعل فتيل أول خلاف تجاري كبير بين البلدين منذ وصول أوباما إلى البيت الأبيض.