بالرغم من تحذيرات الخبراء من استمرار الدولار الأمريكي كعملة وحيدة للاحتياطي النقدي على مستوى الاقتصاد العالمي، أكد وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جيثنر مرارا إن الدولار سيحتفظ بدوره كعملة أساسية للإحتياطات العالمية لفترة زمنية طويلة جدا مشيرا إلى أن قوة الدولار ضرورية لمصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيرا إلى إيمانه بالحاجة إلى إبقاء الدولار قويا.
وقال جيثنر للصحفيين اليابانيين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما اليوم الأربعاء "اعتقد انه من المهم جدا للولايات المتحدة ولقوة اقتصادها أن تحافظ على قوة الدولار مع إدراكنا إننا بحاجة إلى العمل من أجل الحفاظ على ثقة المستثمرين في عملية صنع السياسة الاقتصادية".
وقبيل توجهه إلى سنغافورة لحضور اجتماع وزراء مالية المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والباسفيك (إيباك) اليوم والتي تنتهي أعمالها غدا الخميس، وكان جيثنر قد وصل إلى طوكيو في وقت سابق اليوم في زيارة رسمية تستمر يومين ،اتفق خلالها مع وزير المالية الياباني هيروهيسا فوجي على دعم سياسة واشنطن لتقوية الدولار الأمريكي.
وأعرب جيثنر عن ارتياحه للتوصل إلى هذه النتائج قائلا "إننا نتطلع لرؤية تطورات وإصلاحات جديدة في بنود جدول الأعمال والتوصل إلى اقتصاد يعتمد على نمو المصادر المحلية"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
ومن جانبه قال فوجي للصحافيين "السيد جيثنر يقول منذ مدة انه يريد تقوية الدولار وهذه النقطة تم الاتفاق عليها وتأكيدها اليوم".
يذكر أن المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والباسفيك (إيباك) يضم بالإضافة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية كلا من استراليا و بروناي وكندا وتشيلي والصين وهونج كونج واندونيسيا واليابان و كوريا الجنوبية و ماليزيا والمكسيك ونيوزلندا وغينيا الجديدة والفلبين و روسياوسنغافورة وتايوان وتايلاند وفيتنام.
ومن جانبه حذر أكاديمي أمريكي من إن وضع الدولار كعملة وحيدة للاحتياطي النقدي على مستوى الاقتصاد العالمي قد يشهد تدهورًا الأمر الذي قد يترتب عليه ظهور عملات أخرى تتولى ذلك الدور بجانب العملة الأمريكية.
وقال نوريل روبيني أستاذ الاقتصاد بجامعة نيويورك، والذي توقع من قبل حدوث الأزمة المالية العالمية إن تدهور وضع الدولار لن يحدث بين يوم وليلة، غير إن ذلك التطور سيقلص من دور العملة الأمريكية بمرورو الوقت.
وأضاف روبني خلال مؤتمر عقد في اثينا أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها الاعتماد على حدوث انتعاش اقتصادي قوي لإعادة تنشيط مصادر التمويل، مشيرا إلى إن أداء الاقتصاد العالمي بشكل عام سيظل ضعيفا خلال العامين المقبلين، وتوقع أن يكون معدل النمو للاقتصاد الأمريكي العام المقبل بحدود 1% بينما سيظل هناك ركودًا اقتصاديًا في أوروبا واليابان.
وأشار تقرير أوردته شبكة "بلوم برج" الإخبارية، إلى إن وضع ومستقبل الدولار كعملة رئيسية ووحيدة للاحتياطيات النقدية قد أصبح محل تساؤلات، خاصة وان هناك مناقشات دارت على مستوى قادة البرازيل وروسيا والصين والهند، وذلك بشأن إمكانية اللجوء لعملات أخرى تستخدم كاحتياطيات نقدية لبلادهم نظرا لاستمرار تفاقم عجز الموازنة الأمريكية، وهو أمر يؤدي إلى إبقاء اعتماد الولاياتالمتحدة على عمليات التمويل الخارجية.