الرياض: الشركات العائلية في الخليج تشكل الخط الثاني في الاستثمارات بعد الحكومة، من خلال تواجدها في أهم القطاعات كالتجزئة وتجارة الجملة والبناء والصناعة وقطاع العقارات والسيارات. واستطاعت هذه الشركات على مدي السنوات الماضية أن تحقق نجاحا كبيرا, لكنها في الوقت الراهن تواجه 5 معوقات تهدد بقاءها علي قيد الحياة. وتتمثل تلك المعوقات في: التخطيط للمدى البعيد وتحقيق التفاعل بين الأسرة والعمل والملكية، بالإضافة إلى الدور الكبير للشركات العائلية وأهميتها في اقتصادات البلدان، ومواجهة آثار الأزمة الاقتصادية والسعي وراء الخلافة في الإدارة، ومواصلة الشركات العائلية رحلة النجاح أو مواجهة خطر التفكك، وإمكانية الرؤية البعيدة وتعزيز دور الأسرة وتحسين أعمالها. وتشير دراسة حديثة ل"بوز أند كومباني" أوردتها صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن كثيرا من الشركات العائلية اندثرت بسبب تنافس الأسرة على الملكية والإدارة والسلطة، بينما الشركات التي تغلبت علي تلك الخلافات هي التى استطاعت البقاء. خطر الجيل الثالث وأكد سليمان المهيدب رئيس مجلس إدارة مجموعة "المهيدب" التجارية على أن الشركات العائلية لها خصوصياتها، من خلال التنظيم والهيكل الإداري في الشركة، في ظل كونها شركة عائلية تتوزع المهام فيها على حسب العائلة وتنظيمها. وأضاف المهيدب، الذي كان يتحدث في ندوة عقدت في العاصمة السعودية الرياض، أن هناك قواعد عامة تحكم تلك المسألة، مؤكدا أن مجموعته عملت على هيكلة الإدارة من خلال تأسيس شركات مستقلة للشركاء، تملك حصصا في الشركة الأم، وهذا الأمر يجعل من الاستمرارية هدفا رئيسيا للشركة سواء باستمرار الشركاء أو بيع تلك الحصص في المستقبل. وأشار إلى أن الشركات العائلية في الخليج مرت بثلاث مراحل، بدأت في الجيل الأول وهو ما يمثله المؤسس للكيان العائلي، ومن ثم المرحلة الثانية التي تتمحور في انتقال الإدارة من المؤسس إلى الأبناء وهو ما يمثل الجيل الثاني، أما الجيل الثالث، الذي يعتبر أصعب مرحلة، وهي انتقال الإدارة إلى الأحفاد وهم أبناء الأبناء. ولفت إلى أن أغلب الشركات العائلية تمر بهذه المرحلة، وهي انتقال الإدارة من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث، وهو ما يتطلب جهدا مضاعفا لضمان استمرار النجاحات التي حققتها الشركات العائلية خلال السنوات الماضية، ويأتي دور التنظيم النموذجي لحل مثل هذه الإشكالات بشكل مباشر ومناسب. من جهته بيّن أسامة الزامل مدير عام قسم تطوير الأعمال في مجموعة "الزامل" القابضة ورئيس لجنة المنشآت العائلية في الغرفة التجارية بالرياض، أن غرفة الرياض أولت اهتماما في عملية متابعة التطورات في الشركات العائلية، مشيرا إلى أن اللجنة عملت على تطوير عمل الشركات العائلية من خلال عدد من الإصدارات والبرامج والندوات. وقال الزامل إن القيم في الشركات العائلية في المملكة، تضمن استمرار تلك الشركات، خاصة أن القيم تتمثل في التفاني والإخلاص في العمل، مشيرا إلى أنه يجب أن تسلم إدارة الشركات العائلية للشخص المناسب بغض النظر عن ترتيبه في العائلة. مخاطر كبر جحم العائلة وأكدت دراسة "بوز أند كومباني" أن كبر حجم العائلة وأفراد الأسرة أحد المخاطر التي تواجه الشركات العائلية، وأن جوانب الحفاظ على ثروة الشركات العائلية تتمثل في تحديد البديل، وإيجاد مصادر جديدة للثروة، إضافة إلى المحافظة على الثروة الحالية. وعن ذلك قال محمد أبو نيان رئيس مجلس إدارة مجموعة "أبو نيان" التجارية إنه يجب على الشركات العائلية التنوع في استثماراتها، مؤكدا أن التحدي الذي يواجه ذلك النوع من الشركات يتمثل في كيفية إدخال الأبناء إلى عالم الأعمال وجو الشركات العائلية، ليتمكن في المستقبل من الاهتمام بشركة عائلته. وأضاف أن المجتمع مقبل على تغيرات كثيرة، مما يتطلب أن تتحرك الشركات لإيجاد المتطلبات لضمان استمرارها من خلال نموذج يتواكب مع المرحلة الحالية والمرحلة المقبلة، مؤكدا أن الجيل الثالث يعمل في بيئة مختلفة عن تلك التي بدأت في الجيل الأول واستمرت للجيل الثاني، وعلى إدارة الشركات العائلية أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار، مشيرا إلى ضرورة إيجاد سبل وطرق تفتح المجال أمام الأبناء في الجيل الثالث للدخول في الشركة الأم من خلال أساليب وطرق مختلفة، إما عن طريق الشراكة أو الاستشارات، مع ضرورة أن يكون هناك طرف بشكل نظامي في الشركة الأم.