كان للاجراء الجديد الذي أعلن عنه بنك الاحتياط الفيدرالي والمتعلق باعتزامه شراء سندات خزانة أمريكية بقيمة 300 مليون دولار تأثير مباشر في دعم الاتجاه الصعودي لسعار العديد من السلع الأولية من بينها المعدن الأصفر خاصة وأن ذلك التحرك وان كان يستهدف تعزيز السيولة المالية بالاسواق لاحتواء تأثيرات الأزمة الراهنة إلا أن اثار قلق الاسواق من جديد ازاء مصير الدولار الذي يواجه ضغوط وبشكل متزامن مع حدوث ارتفاع للتضخم وهو الأمر الذي يصب في صالح أسعار الذهب. وقد سجل بالفعل سعر المعدن الأصفر ارتفاعا ملحوظا خلال الأسبوع الأخير قدر بحوالي 2.9 % ليستقر حول مستوي 945 دولار للأونصة وان كان المعدن قد تجاوز قبيل انتهاء تعاملات الأسبوع مستوي ال 966 دولار حيث جاء تراجعه بعد الانتعاش المفاجئ للدولار والذي كان قد وصل في وقت سابق لادني مستوياته منذ حوالي شهرين مقابل اليورو. ويري أحد الخبراء لدي مصرف باركليز في تقرير أوردته صحيفة فاينانشيال تايمز عبر موقعها الاليكتروني أن الخطط التي تستهدف المزيد من اجراءات تعزيز السيولة النقدية في الاسواق من قبل الولاياتالمتحدة اسهمت في خفض سعر الدولار حيث يتيح ذلك المناخ استعادة المعدن الأصفر بريقه بشكل واضح. وقد عدل مصرف باركليز تقديرات المتعلقة بمتوسط السعر المتوقع للمعدن الأصفر العام الحالي ليكون حول مستوي 940 دولار مقارنة بالتقديرات السابق التي كانت ترجح ترجع متوسط السعر حول ال 920 دولار. ويرجح ذلك التعديل الى الارتفاع المسجل في حركة تدفق الاستثمارات نحو صناديق الاستثمار في المعدن الأصفر علي مستوي اسواق الاسهم العالمية حيث وصل اجمالي حجم الموجودات في تلك الصناديق العام الحالي حوالي 389 مليون طن مقابل 321.6 مليون طن مسجلة في نهاية العام الماضي, وبذلك يكون حجم الموجودات في صناديق الاستثمار بالمعدن الأصفر قد وصل لمستويات قساسية العام الحالي نتيجة استمرار تكالب المستثمرين علي المعدن الأصفر كملاذ في المرحلة الراهنة لاستثماراتهم من مخاطر التلقبات في اسواق المال. وتقدر نسبة ارتفاع سعر المعدن الأصفر منذ بداية العام الحالي بحوالي 8.2 % كما يشير تقرير لشبكة بلوم برج الاخبارية غير ان الاسعار الفورية للمعدن الأصفر التي كانت قد تجاوزت منذ حوالي شهر مستوي الألف دولار للأونصة تعد متراجعة بنحو 7.6 % مقارنة بالمستويات القياسية المحققة في العام الماضي حينما بلغ المعدن 1032.7 دولار. ويطرح أحد الخبراء في المعادن النفيسة تساؤلا حول الجدول الزمني لعودة سعر المعدن الأصفر نحو ال 1000 دولار حيث ربط ارتفاع المعدن لذلك المستوي من جديد باقدام المركزي الأوروبي باجراء مماثل للخطوة التي اتخذها بنك الاحتياط الفيدرالي حيث ستسهم اجراءات رفع السيولة والمعروض النقدي يالاسواق لمواجهة ضغوط التضخم ومن ثم دفع أسعار الذهب للارتفاع لمستويات جديدة.