ينظر وزراء نفط منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خلال اجتماعهم العادي هنا اليوم أمكانية خفض المعروض من النفط أو الحفاظ على مستواه الحالي مع التأكيد على ضرورة التقيد بالتخفيضات التي أقرها الوزراء منذ سبتمبر الماضي إلى الآن. وسيبدأ وزراء نفط الدول الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة اجتماعاتهم بعقد جلسة مشاورات غير رسمية على مائدة الإفطار وذلك على مستوى رؤساء الوفود تليها جلسة عامة افتتاحية لأعمال الدورة 152 للمؤتمر الوزاري لأوبك ثم جلسة مغلقة. وسيواصل الوزراء اعمالهم بعد الظهر حيث سيعقد رئيس مؤتمر أوبك والسكرتير العام للمنظمة مؤتمرا صحفيا لتسليط الضوء حول نتائج هذه الاجتماعات. وافاد تقرير لوكالة الأنباء الكويتية أن مواقف الدول 12 الأعضاء في أوبك تباينت بشأن كيفية التعامل مع انخفاض أسعار الخام من مستوى 140 دولارا إلى حوالي 45 دولارا مؤخرا. وأقر عدد من وزراء نفط المنظمة وبينهم وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبد الله الصباح أن كل الاحتمالات واردة بالنسبة لمستوى إنتاج منظمة اوبك خلال اجتماعها الوزاري في فيينا. وقال وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل أن البعض يرى أنه يجب خفض معدلات الانتاج بينما يفضل آخرون ابقاء مستوى الإنتاج الحالي. وتوقع رئيس أوبك, الانجولي دي فاسكونسيلوس, اقرار خفض جديد في الانتاج وساندته في هذا التوجه كل من إيران وفنزويلا, فيما قالت ليبيا أنها لا تستبعده بينما قدمت الجزائر مبررات في الاتجاه ذاته. ودعت السعودية, وهي أكبر منتج ومصدر للبترول في العالم, دول أوبك إلى التقيد بحصصها الإنتاجية الراهنة قبل اتخاذ خطوات أبعد من ذلك. وأعلن وزير البترول السعودي علي النعيمي أن سوق النفط لا تشهد توازنا بين العرض والطلب ورفض الافصاح عن موقف بلاده ازاء دعوات خفض إنتاج أوبك تاركا الامر لمزيد من المشاورات بين الوزراء. وبهذا الصدد وفي حالة ان لم تخفض المنظمة إنتاجها فانها ستطلب من كل الأعضاء ان يطبقوا بصرامة ما اتفقوا عليه في اجتماعاتهم الأخيرة. يذكر أن أسعار النفط سجلت ارتفاعا خلال الفترة الأخيرة وبقيت فوق مستوى أربعين دولارا للبرميل لكنها ما زالت بعيدة عن السعر الذي تطمح بعض دول أوبك بالوصول إليه وهو 75 دولارا للبرميل. وبعد أن واجهت خلال سنتين متتاليتين انهيار الطلب على النفط للمرة الأولى منذ 1983 قررت المنظمة خفضا كبيرا في إنتاجها في نهاية العام الماضي ووعدت بسحب 4.2 مليون برميل يوميا من السوق مقارنة بمستوى الإنتاج في سبتمبر. وحسب تقديرات مستقلة يبدو أن أعضاء المنظمة طبقوا بنسبة 80 % الخفض المقرر في حصص الإنتاج وابدوا في ذلك انضباطا غير مسبوق في تاريخ المنظمة. ويسعى وزراء نفط أوبك إلى أقناع الدول غير الأعضاء لاسيما المكسيك والنرويج وروسيا بالمساهمة في استقرار السوق النفطية حتى وان كانت هذه الدول غير ملزمة باحترام قرارات أوبك . من جانب أخر, خفضت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الذي صدر الجمعة تقديراتها للطلب على النفط هذا العام إلى ما يزيد على 84 مليون برميل يوميا, مشيرة إلى أن أسعار النفط حققت أرباحا ثابتة الشهر الجاري جراء تقيد دول أوبك بالقرارات السابقة لخفض الإنتاج. وتوقعت سكرتارية المنظمة في فيينا في تقريرها الشهري تراجع الطلب العالمي على نفط أوبك بحدود مليون و 800 الف برميل في اليوم هذا العام ليصل إلى 29 مليونا و100 الف برميل مقارنة بحجم الطلب العام الماضي.