قررت منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك اليوم خفض مستويات الإنتاج بنحو 4.2 مليون برميل عن مستويات إنتاج سبتمبر بصورة غير متوقعة وذلك خلال الاجتماع الاستثنائي ال 151 المنعقد بمدينة وهران غربي الجزائر. وقال الأمين العام لمنظمة الاقطار المصدرة للنفط عبدالله البدري في تصريح للصحافيين أن وزراء النفط في الدول ال 13 الاعضاء في المنظمة توصلوا الى اتفاق بخفض جديد للانتاج يقدر بنحو 2.2 برميل يوميا ابتداء من اول يناير إضافة إلى الإبقاء على القرار السابق لخفض الانتاج المتخذ في 24 أكتوبر الماضي خلال الاجتماع الأخير في فيينا والقاضي بخفض للانتاج بمليوني برميل يوميا. وأكد البدري أن إجمالي الانتاج النفطي الذي تم خفضه يصل إلى 4.2 برميل يوميا من مجموع مستوى العرض النفطي لما قبل شهر سبتمبر الماضي. وأوضح البدري في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن هذا القرار من شأنه ان يعيد الاستقرار لاسواق النفط الدولية ويوقف انهيار الاسعار التي تدنت إلى مستويات قياسية مشيرا الى أنه تقرر ذلك لمواجهة تدهور الطلب وتراجع أسعار الخام. وكان وزراء النفط في أوبك إضافة إلى وزراء نفط روسيا واذربيجان وسوريا وعمان قد أنهوا في وقت سابق جلسة أولى افتتحها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفيلقة أفضت الى اجماع بشأن قرار خفض الانتاج. وكانت روسيا التي ليست عضوا في أوبك قد اعلنت استعدادها المساهمة في خفض العرض النفطي في الاسواق العالمية عن طريق خفض انتاجها ب 350 ألف برميل يوميا فيما وافقت أذربيجان على خفض انتاجها ب 300 ألف برميل يوميا. وقال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقه في كلمه افتتح بها أعمال الإجتماع الاستثنائي لأوبك إنه من حق البلدان المنتجة للنفط الدفاع عن مصالحها من خلال الاجتماع الطارىء الذي دعت اليه الجزائر. وقال إن المضاربة هي أحد أسباب ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير ثم انهيارها بشكل كبير وهو الأمر الذي يضر بالبلدان المنتجة والمستهلكة على حد سواء. وياتي هذا الاجتماع وسط شبه اجماع في منظمة (اوبك) على ضرورة اجراء خفض كبير لانتاج النفط من اجل ايقاف هبوط اسعار النفط في السوق العالمي فضلا تزايد مخاوف الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج المنظمة من استمرار الركود الاقتصادي في العالم لاسيما في الولاياتالمتحدة والدول المستهلكة وانعكاساته السلبية على الطلب على الخام خلال المرحلة المقبلة. من جهتها شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعا قياسيا في أغسطس الماضي اذ سجل سعر برميل النفط في غضون عام واحد مستوى قياسيا بوصوله سعر 147 دولار. وتشهد السوق البترولية وجود امدادات كبيرة من النفط الخام في الوقت الذي خسر سعر برميل النفط في غضون شهرين 70% من قيمته. وكانت منظمة أوبك قد سبق وان خفضت انتاجها هذا العام بواقع 500 ألف برميل يوميا في مرحلة أولية وخلال اجتماعها الطارئ في نوفمبر الماضي في فيينا خفضت المنظمة مجددا حجم انتاجها بواقع 1.5 مليون برميل في اليوم. ويتوقع خبراء في مجال النفط ان يكون هناك توازن بين الطلب على النفط مع العرض خلال الربع الاول من العام المقبل.