دفع انكماش السيولة وضعف الائتمان وتقهقر ثقة المستثمرين خوفا من تبعات الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على أسواق المال العالمية شركات ومؤسسات مالية خليجية إلى الاندماج لتعزيز التنافسية والمحافظة على الحصص السوقية. وفي هذا الإطار قال تقرير شركة المزايا القابضة إن عوامل تقلص حجم السيولة وتزايد صعوبات الوصول إلى الائتمان في الأسواق الخليجية يرافقه جمود شبه كامل في الأسواق الأولية تعكس تراجع الثقة الآنية لدى المستثمرين في المنطقة تدفع الشركات ذات الأساسيات الاقتصادية والمالية لاستغلال الوضع للتوسع عبر الاستحواذ على شركات أخرى؛ منها ما هو في وضع مالي متعثر . ووفقا للتقرير الذي أوردت صحيفة "دار الخليج" الإماراتية فإن تراجع معنويات المستثمرين أدى إلى تبدل في العنوان العريض الذي يحكم الاستثمار من التوسع الأفقي والعمودي اعتمادا على الاقتراض إلى التوحد والاندماج لتعزيز التنافسية والمحافظة على الحصص السوقية عدا عن تقليص النفقات والتكاليف. وبين التقرير أنه في حين أن بعض الشركات تملك الخيار في لجوئها إلى الاندماج مع شركات أخرى إلا أن شركات أخرى تجد نفسها مجبرة لسلوك طريق الاندماج أو الاستحواذ ،موضحا أن الطفرة التي مرت على أسواق الخليج أوجدت بيئة ملائمة لنشوء شركات ومؤسسات متشابهة تتقاسم قطاعات متضخمة، أما بعد تغير الأحوال فإن الخيار بات إجباريا وأضحت الاندماجات بين القطاعات المتشابهة هي السبيل الوحيد لمواجهة الأزمة العالمية. وأشار تقرير المزايا إلى تقرير صدر مؤخراً عن الاتحاد الدولي لشركات الاستحواذ والدمج أن عمليات الاستحواذ والدمج الإقليمية يتوقع أن تسهم في تحسين المناخ السائد حالياً نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية ،إلا أن التقرير حذر من أن سياسات الأبواب المغلقة المعمول بها حالياً بحاجة إلى إجراءات عاجلة لإعادة الثقة لدى المستثمرين المحتملين. ومن جانبها قالت شركة أعيان كابيتال الكويتية الإسلامية لإدارة الأصول إنها تجري محادثات اندماج مع شركتي استثمار محليتين في إطار سعيها لمضاعفة قاعدة أصولها لمساعدتها على تحمل تداعيات الأزمة المالية العالمية ، وقالت أن الكويت ستشهد موجة من الاندماجات في القطاع المالي من شأنها تقليل عدد المؤسسات إلى 50 في غضون عام. كما قام بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) الكويتي مؤخراً بالاستحواذ على أسهم شركة الأداء العقارية الأردنية مقابل 25 مليون دولار، وتصل قيمة محفظة جلوبل الاستثمارية في الأردن إلى 900 مليون دولار تشمل أنشطة مختلفة من بينها العقارات والخدمات المالية، وقد أطلقت مؤخراً وحدة للوساطة المالية للاستفادة من الطلب على الاستثمار في الأسواق المالية بعمان. وبحسب دراسة الاتحاد الدولي لشركات الدمج والاستحواذ التي أعدتها شركة "ميرجرماركت" فقد شهدت الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2008 إنجاز 48 صفقة دمج واستحواذ في المنطقة، بلغت قيمتها 4 .6 مليار دولار ، ويمثل هذا زيادة بنسبة 4 .3% في حجم الصفقات مقارنة مع نفس الفترة الزمنية من عام 2007 . كما شهد قطاع الخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط أكبر عدد من الصفقات، بالرغم من أن عدد الصفقات المعلنة لم يتجاوز 17% من إجمالي الصفقات . ورصد التقرير عددا من الصفقات التي أعلنتها شركات خليجية لتملك شركات أو نيتها الاندماج مع أخرى، حيث أعلنت شركات كبرى في الإمارات عن مجموعة من المشاريع التي تتعلق بسياستها التوسعية في أسواق العالم، نافية كل ما يتردد عن مواجهتها تحديات مواصلات مشاريع الاستحواذ، بسبب نقص في ملاءتها المالية أو تمويل مشاريعها من قبل البنوك. ومن جهتها قالت مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) إنها تعتزم استكمال صفقة استحواذ في العراق بحلول منتصف الشهر الجاري، كما تتطلع شركة طاقة لعمليات استحواذ بنحو مليار دولار على شركات طاقة تعاني في مواجهة الاضطرابات المالية العالمية . إلى ذلك قالت شركة ديار إنها تضع عينها على شركات تنمية عقارية متعثرة في شتى أنحاء المنطقة لعمليات استحواذ محتملة خلال العام المقبل . وفي القطاع البنكي، أعلن بنك الخليج التجاري (الخليجي) إنه اتفق على شراء "البنك اللبناني للتجارة فرنسا" مقابل 250 مليون دولار. وقالت شركة أرامكس لخدمات النقل والبريد السريع وشحن البضائع أنها تقترب من عدة عمليات استحواذ إستراتيجية في الصين أو جنوب شرق آسيا حيث يجعل تراجع الأسعار عمليات الشراء أكثر إغراء، حيث ستتابع إستراتيجيتها للاستحواذ وقد بلغت مرحلة الاستكشاف من محادثات شراء مع شركات محددة . وأعلنت شركة "دبي للاستثمار" في دبي أنها استحوذت على حصة استراتيجية من مصرف الطاقة الأول البحريني المطابق للشريعة الإسلامية الذي يركز على الاستثمار والخدمات المالية في مجال الطاقة، بعد أن استحوذت على 50 مليون سهم وهو ما يعادل خمسة في المائة من أسهم مصرف الطاقة الأول بقيمة 65 مليون دولار أمريكي.