وكالة الطاقة الدولية تخفض تقديرات الطلب العالمي علي النفط باريس: أعلنت وكالة الطاقة الدولية وذلك بعد ساعات من قرار أوبك المفاجئ بخفض إنتاجها بنحو 500 ألف برميل يوميا, تعديل توقعاتها المتعلقة بحجم الطلب العالمي علي النفط للعامين الحالي والمقبل علي أساس أن المستويات المرتفعة لأسعار الطاقة وتباطؤ النمو الاقتصادي قد أسهم في تراجع مستويات الاستهلاك النفطي في الولاياتالمتحدة. ووفقا للتقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا لها فقد خفضت الوكالة حجم الطلب العالمي علي النفط المتوقع من جانبها للعام الحالي بنحو 100 ألف برميل ليكون في حدود 86.8 مليون برميل يوميا كما تم خفض أيضا التقديرات المتعلقة بالطلب علي النفط في العام المقبل بنحو 140 ألف برميل ليكون في حدود 87.6 مليون برميل يوميا. ويضيف التقرير الذي أوردته شبكة بلوم بيرج الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني أن تراجع معدلات الاستهلاك علي مستوي الولاياتالمتحدة والاقتصاديات الصناعية المتقدمة الأخري قد تم تعويضة بصورة جزئية من خلال تنامي حجم الطلب علي النفط في دول مثل الصين والهند وإيران. وحذرت الوكالة في تقريرها من أن تراجع مستويات استهلاك النفط في الولاياتالمتحدة قد يمتد لفترة أطول مما كان متوقع من قبل. ويأتي القرار الذي اتخذه الاجتماع الوزارى لمنظمة أوبك بخفض الإنتاج بواقع 520 ألف برميل يوميا لتعود الدول الأعضاء إلي سقف الإنتاج الذي تم الموافقة عليه في سبتمبر 2007 والمقدر ب 28.8مليون برميل يوميا وذلك كرد فعل لتباطؤ معدلات الطلب العالمي علي النفط. وقد شهدت أسعار النفط تراجعا بحوالي 29% مقارنة بالمستويات القياسية المسجلة في يوليو الماضي حينما وصل سعر النفط الخام ببورصة نيويورك للسلع إلي 147 دولار للبرميل. وأشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلي أن ضعف الأداء الاقتصادي والارتفاع في أسعار النفط خلال الشهر الأخيرة قد لوحظ تأثيره علي مستويات الطلب واستهلاك النفط بصورة أكبر مما كان متوقع خاصة علي مستوي الولاياتالمتحدة. وتتطرق التقرير في هذا الصدد إلي انخفاض مستويات استهلاك النفط في معظم الدول الصناعية بينما شهدت الدول الناشئة مثل الصين والهند نموا في استهلاك الوقود. وتوقعت الوكالة في مقابل ذلك نمو الطلب علي النفط في الدول غير الأعضاء بمنظمة التنمية والتعاون الاقتصادي بنحو 4% خلال العام الحالي و3.7% في العام المقبل. وفيما يتعلق بمستويات الإنتاج الخاصة بمنظمة أوبك خلال الشهر الماضي وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية فد ضخت المنظمة نحو 32.5 مليون برميل يوميا في شهر أغسطس بانخفاض قدره 195 ألف برميا يوميا عن مستويات الإنتاج في شهر يوليو نظرا لعمليات توقف الإنتاج في الحقول النفطية وخطوط الأنابيب ببعض الدول مثل العراق ونيجيريا. وأضاف التقرير أن المعروض العالمي للنفط قد انخفض بنحو مليون برميل ليبلغ 86.8 مليون برميل يوميا نظرا لعمليات الصيانة في حقول نفط بحر الشمال وإغلاق خط الأنابيب الممتد من أذربيجان إلي أوروبا. ويشير تقرير وكالة الطاقة إلي أن أوبك التي توفر أكثر من 40% من المعروض العالمي للنفط ستحتاج الوصول بحجم إنتاجها في المتوسط إلي نحو 31.8 مليون برميل يوميا هذا العام لتحقيق التوازن بين مستويات المعروض والطلب العالمي. وقد خفضت الوكالة من تقديراتها المتعلقة بحجم المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في أوبك العام الحالي بحوالي 180ألف برميل يوميا ليكون متوسط الإنتاج 49.9 مليون برميل وذلك بسبب إعصاري "جوستاف وآيك " اللذان تسببا في توقف عمليات الإنتاج في مناطق خليج المكسيك. وكانت بعض الدول الأعضاء في "أوبك" من بينهم فنزويلا وإيران دعوا مؤخرا إلى بحث إجراء خفض إنتاج المنظمة وذلك في ضوء التراجع الذي شهدته الأسعار بنحو 27% مقارنة بالمستويات القياسية المسجلة في 11 يوليو الماضي حينما وصل سعر الخام لنحو 47 دولار للبرميل. فيما أكد البيان الختامي لمؤتمر وزراء النفط والطاقة في منظمة "أوبك" ال 149 أن القرار الجديد بخفض الإنتاج بنحو 520 ألف برميل يوميا تم اتخاذه وفق المعطيات القائمة حاليا في السوق النفطية العالمية بالإضافة إلى تراجع الطلب العالمي على النفط واستمرار انخفاض الأسعار المتأثر بضعف النمو الاقتصادي العالمي وتحديدا في منطقة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالإضافة إلى تحسن القيمة الشرائية للدولار الأمريكي وتراجع حدة التوتر في ما يسمى بالعوامل الجيوسياسية. وشدد وزراء النفط والطاقة في "أوبك" على أهمية الدور المحوري الذي تقوم به الدول الأعضاء على صعيد العمل المشترك من أجل تعزيز استقرار السوق وتوازن الأسعار من خلال التمسك بسياستها الثابتة والقائمة على المواءمة بين العرض والطلب والاحتفاظ بقدرة إنتاجية احتياطية وإضافية لتلبية احتياجات العالم ومصالحه على نطاق أوسع . وفي هذا السياق أعرب وزراء النفط والطاقة في "أوبك" عن استعداد المنظمة للتحرك الفوري واتخاذ كافة التدابير اللازمة لمواجهة أية تطورات مفاجئة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار السوق أو حدوث تراجع حاد أو مفاجئ بأسعار النفط. أسعار النفط تتجاوز ال100 دولار بعد قرار خفض إنتاج "أوبك"