جنيف: واصل المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية في جنيف اعماله لليوم الرابع وسط عدم وجود مؤشرات واضحة تؤكد إمكانية التوصل بصورة سريعة لصيغ تفاهم حول الملفات الأساسية العالقة خاصة فيما يتعلق بمسألة دعم المنتجات الزراعية بالدول الصناعية. فما زالت ترى العديد من الدول النامية أن المقترحات الأوروبية بزيادة نسبة خفض الرسوم الجمركية على الواردات الزراعية لديها بأنه إجراء "غير كاف". وقال رئيس منظمة التجارة العالمية باسكال لامي إن الأعضاء الرئيسيين في منظمة التجارة العالمية لم يحققوا إنجازا فى المحادثات الجارية بجنيف بشأن تفعيل جولة الدوحة. ونقل المتحدث باسم المنظمة (كيث روكويل) عن باسكال لامى قوله فى مؤتمر صحفى لوفود المنظمة "لم يحصل أي تقارب بعد" وذلك بعد لقاء مطول جمعه بممثلي 7 قوى تجارية كبرى في العالم. وبحث وزراء التجارة والزراعة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى واليابان واستراليا والهند والبرازيل والصين الوصول إلى تسوية بشأن القضايا الكبرى التى عرقلت محادثات الدوحة للتجارة منذ انطلاقها فى عام 2001. ويرى في ذلك الصدد وزير التجارة الهندي كمال ناث أنه كان متوقع تقديم تنازلات أكبر فيما يتعلق برفع الدعم عن الصادرات الزراعية، كما أن مطلب الدول الصناعية بفتح أسواق الدول النامية ليس بالأمر السهل. ولم يفصح الوزير الهندي عما إذا كانت بلاده تقترح كسر جمود مفاوضات تحرير التجارة العالمية وفتح الأسواق الهندية أمام المنتجات الصناعية غير أنه أشار إلى أنه ما زال ينتظر حلولا على طاولة المفاوضات. وأكد في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" أهمية أن تسفر المفاوضات عن تسوية مع ضرورة حماية منتجات الدول النامية وصناعاتها. وكان قد اجتمع وزراء من دول الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة والهند والبرازيل واليابان واستراليا والصين لدراسة آخر المقترحات ووصف مصدر دبلوماسي أن المفاوضات كانت مكثفة وصعبه. ومن جانبه يرى المفوض التجاري الأوروبي بيتر ماندلسون في كلمة أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" أن المنظمة قد تكون أقرب من أي وقت مضي للتوصل إلى اتفاق لتحرير التجارة خاصة وأنه تم مد المفاوضات لإعطاء الدول المشاركة وقت أطول لإزالة الخلافات حول القضايا العالقة. وقال في كلمة عبر موقعه على الانترنت "إننا ربما نكون اقرب للتوصل إلى صيغة مما كلنا من قبل غير أن الخطوات النهائية تكون الأصعب وما زالت تبدو كبيرة". وجاءت كلمة ماندلسون بعد محادثات استمرت نحو 12 ساعة مع وزراء تجارة من 6 دول. ويسعى المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة للتوصل إلى اتفاق حول حجم الخفض في التعريفات الجمركية والدعم الممنوح للقطاع الزراعي والمنتجات الصناعية في الدول الغنية وذلك قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية وقيام الاتحاد الأوروبي العام المقبل بإسناد منصب مفوضها التجاري لمسئول جديد. ومن هنا تكمن أهمية اجتماعات جنيف الراهنة والتي من المفترض أن تسهم في سرعة التوصل إلى صيغ تفاهم حول القضايا العالقة وفي مقدمتها الملف الزراعي للدول المتقدمة كخطوة أساسية تمهد لإيجاد اتفاق بشأن تحرير منظومة التجارة العالمية بشكل كامل. وكان المؤتمر قد شهد ردود فعل متباينة تجاه الاقتراح الأمريكي بإمكانية خفض الدعم الحكومي للمزارعين الى حد اقصى وهو 15 مليار دولار حيث رحبت المجموعة الاوروبية بالاقتراح ورفضته بوليفيا ومنظمة (اوكسفام) الخيرية البريطانية (كبرى المنظمات غير الحكومية التي تدافع عن حقوق الانسان في التجارة). وقال كبير المفاوضين في بوليفيا بابلو سولون روميرو في تصريح صحافي أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" ان الاقتراح "يعني انهم لن يخفضوا شيئا". من جانب اخر وصف المتحدث باسم المجموعة الاوروبية بيتر بور الاقتراح المقدم من جانب الولاياتالمتحدة ب "معقول" في هذه المرحلة، مطالبا من الولاياتالمتحدة بتقديم المزيد من التنازلات تجاه انجاح مفاوضات التجارة العالمية. في حين رأي كبير المفاوضين البوليفيين أن أزمة الغذاء ستتفاقم مع تحرير التجارة وأن الدول لديها الحق في توفير كميات الغذاء وباسعار مناسبة لشعوبها وتنظيم وارداتها وصادراتها.