واصلت أسعار النفط انخفاضاتها اليوم في الأسواق الدولية بعد أن أظهرت بيانات المخزون الأمريكي ارتفاعا مفاجئا وبصورة تعكس تأثير التباطؤ الراهن في معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي على مستويات الطلب في الولاياتالمتحدة التي تعد أكبر مستهلك للطاقة عالميا. وقد وصل سعر النفط الخام في وقت سابق اليوم لمستوى ال132 دولار للبرميل متراجعا بذلك بحوالي 10 % عن مستوياته القياسية المسجلة في الأسبوع الماضي حينما بلغ 147.27 دولارا. وتشير بعض الآراء إلى أن التراجع بهذا المقدار يمكن وصفه عموما على أنه تصحيح سعري بعد المستويات القياسية الأخيرة. وقد أظهرت بيانات وزارة الطاقة الأمريكية اليوم ارتفاع حجم المخزون بحوالي 2.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي ليبلغ 296.9 مليون برميل مقارنة بالتوقعات السابقة والتي كانت تراهن على حدوث تراجع في حجم المخزون ب2.2 مليون برميل وفقا لمسح أجرته شبكة بلومبرج الإخبارية. وبذلك يبلغ متوسط حجم الاستهلاك في السوق الأمريكي على مدى الأسابيع الأربعة الأخيرة نحو 20.3 مليون برميل يوميا متراجعا بذلك بحوالي 2% عن مستويات الاستهلاك في نفس الفترة من العام الماضي وذلك كما أشار تقرير وزارة الطاقة الأمريكية. وفيما يتعلق بتحركات الأسعار، فقد بلغ سعر العقود الآجلة لشهر أغسطس في بورصة نيويورك للسلع 134.34 دولارا للبرميل وذلك خلال التعاملات الصباحية بانخفاض قدره 4.4 دولار أو 3.2 %. وفي بورصة البترول الدولي بلندن انخفض سعر خام برنت لعقود شهر أغسطس ب3.5 دولار أو 2.5 % ليبلغ 135.25 دولار. وتشير الآراء إلى أن الانخفاضات الراهنة لأسعار النفط تأتي في ظل تنامي حالة القلق لدى المستثمرين إزاء مدى قدرة الاقتصاد الأمريكي على التعافي بصورة سريعة وتجاوز أزمة الرهن العقاري. فقد شهدت أسعار النفط يوم الثلاثاء تراجعا في بورصة نيويورك بحوالي 4.4 % في الوقت الذي حذر فيه رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي بين بيرنانك من تصاعد المخاطر المحدقة بنمو الاقتصاد الأمريكي وبصورة متزامنة مع ضغوط التضخم. وبالفعل فقد كشفت اليوم بيانات وزارة العمل الأمريكية حدوث قفزة لمؤشر أسعار المستهلكين في الولاياتالمتحدة بنحو 1.1 % وهو ما اعتبر أكبر ارتفاع منذ 2005. وقد توقع نوبيو تاناكا، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية تراجع الطلب العالمي على النفط بحلول منتصف العام المقبل ليسمح بحدوث توازن طفيف بين العرض والطلب". ودعا في تصريحات صحفية أوردتها وكالة الأنباء الكويتية دول العالم إلى تخصيص المزيد من الاستثمارات في مجال البحث عن مصادر بديلة للطاقة وترشيد استهلاك الطاقة. وذكر تاناكا أن الوكالة الدولية للطاقة ستقدم مجموعة من المقترحات العملية إلى الدول المنتجة والمستهلكة للنفط تتضمن حلولا لأزمة الطاقة خلال الفترة الممتدة حتى عام 2013. وعلى صعيد متصل، توقعت منظمة "أوبك" التي تسهم بنحو 40% من المعروض العالمي تراجع الطلب على إنتاجها خلال العام المقبل في ظل أجواء التباطؤ التي تخيم حاليا على أداء الاقتصاديات الرئيسية. وأشارت المنظمة في تقريرها الشهري إلى أن حجم الطلب على النفط سيكون حول 31.2 مليون برميل يوميا في المتوسط العام المقبل بانخفاض قدره 710 ألاف برميل يوميا عن مستويات الاستهلاك المتوقعة للعام الحالي. وكانت أسعار النفط قد سجلت مع بداية الأسبوع الحالي أول انخفاض منذ 4 أيام في ظل تحول أنظار المستثمرين عن العوامل الرئيسية المؤثرة في اتجاهات السوق وفي مقدمتها أزمة إيران المزمنة مع الغرب بالإضافة إلى مستويات الطلب المتنامية من قبل الاقتصاديات الناشئة.