مصر تؤسس رصيداً إستراتيجياً آمناً من القمح محيط – زينب مكي تشجيع الإنتاج المحلي من القمح في الوقت الذي تعتبر فيه مصر من أكبر مستوردي القمح في العالم، وغالبا ما تشتري أكثر من ستة ملايين طن سنويا، أعلن وزير التجارة والصناعة المصري رشيد محمد رشيد أن الحكومة تنفذ خطة جديدة لتأمين مخزون إستراتيجي من القمح. وتقوم الخطة الجديدة على تنويع مصادر الاستيراد للحصول على أفضل الأسعار وأجود الأنواع، وتشجيع الإنتاج المحلي من القمح من خلال زيادة أسعار الاستلام من المزارعين لتتناسب مع الأسعار العالمية، وإنشاء شبكة قومية من صوامع تخزين الحبوب بأحدث التقنيات لإتاحة مرونة في استيراد القمح. هذا وقد نقلت صحيفة الحياة اللندنية عن رشيد قوله أن الحكومة، على رغم ارتفاع أسعار القمح بشكل كبير في الأسواق العالمية، نجحت في تأمين رصيد إستراتيجي من القمح اللازم لرغيف الخبز المدعوم وزادت مخصصات الدعم لهذا الغرض نحو 6.5 مليارات جنيه. ووفق الأرقام الرسمية ،تقدم الدولة 9 مليارات جنيه دعما سنويا لرغيف الخبز في العاصمة وحدها, ويؤكد مسئول بمديرية التموين بالقاهرة, أنه يتم يوميا صرف2700 طن دقيق بالسعر المدعم , وهو 18 جنيها للشيكارة الواحدة, تنتج نحو30 مليون رغيف, بواقع 4 أرغفة لكل مواطن قاهري ، و علي الرغم من ذلك, فإن السوق السوداء تلتهم معظم هذا الدعم, حيث تباع شيكارة الدقيق المدعم فيها بنحو130 جنيها . أما حصة المحافظة من الدقيق المدعم تبلغ 39 ألف طن شهريا, توزع علي1282 مخبزأً بلديا بأنحاء المحافظة, تنتج13 مليون رغيف يوميا, حيث يبلغ نصيب المواطن الجيزاوي ثلاثة أرغفة ونصف الرغيف من الخبز المدعم . مصر من أكبر مستوردي القمح في العالم وقال الوزير المصري إن الوزارة تستهدف من إنشاء صوامع جديدة تخزين الإنتاج المحلي من الحبوب لتشجيع المزارعين على زراعة القمح، وأشار إلى أن الصوامع الحالية أُنشئت بطاقة تخزينية لا تستوعب إلا المستورد، ولذلك تعتزم الوزارة إنشاء شبكة من الصوامع ترفع الطاقة التخزينية إلى تسعة ملايين طن قمح سنوياً لاستيعاب الإنتاج المحلي من الحبوب. ورأى رشيد ان هذه الخطة تؤدي إلى خفض متوسط سعر شراء القمح على مدار السنة لأنها تسمح بالشراء من السوق العالمية في أوقات مناسبة. وقال ان التخزين حالياً في صوامع ترابية وأسفلتية يتلف 10% من المخزون، متوقعاً أن توفر الخطة الجديدة لدى تنفيذها 620 مليون جنيه سنويا، إلى جانب فتح فرص عمل جديدة في المناطق المجاورة لمواقع الصوامع مشيراً إلى أن السعة التخزينية الحالية للصوامع لا تمثل سوى 10% من مجمل الطاقة التخزينية المطلوبة. وجاء كلام رشيد خلال افتتاحه صومعتين معدنيتين لتخزين القمح في الفيوم بطاقة تخزينية تصل إلى 60 ألف طن وباستثمارات تصل إلى 65.2 مليون جنيه وذلك في إطار مشروع لإنشاء 50 صومعة معدنية في مناطق كثيرة. ارتفاع أرصدة مصر من القمح ومن المقرر افتتاح أربع صوامع أخرى بطاقة 30 ألف طن خلال الشهر الجاري في الجيزة والمنوفية والبحيرة والدقهلية، وسيتم الانتهاء من العمل في مجمع صوامع المنيا بسعة 90 ألف طن وصومعتي بني سويف بسعة 60 ألف طن نهاية السنة المقبلة، بالإضافة إلى ثماني صوامع أخرى يُجرى الاستعداد لبدء العمل بها هذه السنة. وحول تمويل هذه الصوامع قال الوزير ان 10 صوامع ممولة من منظمة "دانيدا" الدنماركية وأربعاً من "صندوق أوبك للتنمية الدولية" وثماني من "الصندوق السعودي للتنمية". وعلى صعيد متصل قال سعيد الحفني نائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية التابعة لوزارة التجارة والصناعة المصرية في تصريح له أول من أمس أن أرصده البلاد الحالية من القمح الموجودة بالفعل في الصوامع والكميات المتعاقد عليها تكفي لمده 5.5 أشهر. وأشار الحفني إلي ان هذا الرصيد آمن، خاصة أن موسم توريد القمح المحلي سيبدأ في منتصف إبريل المقبل ،مضيفا أن الهيئة قامت في آخر مناقصه لها في 17 يناير الماضي بشراء كميه تبلغ نحو290 ألف طن من القمح المستورد تعد الأكبر في تاريخ مناقصات الهيئة.