محيط - كريم فؤاد : في خطوة يُطمح من خلالها زيادة القدرة التنافسية لدول الآسيان ووضعها على خارطة التكتلات والقوي الاقتصادية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي وأمريكا والصين والهند، صادقت مجموعة دول الآسيان علي وثيقة تتضمن آلية الاندماج الاقتصادي بين الدول الأعضاء والمقرر تشكيله بحلول عام 2015 وذلك بعد أن يتم إقرار التنقل الحر للسلع والبضائع بين دول الآسيان. وتمتلك دول جنوب شرق آسيا مقومات تؤهلها إلى الاندماج الاقتصادي لعل أهمها الاستقرار السياسي في معظم الدول ورأس المال البشري والتطور التكنولوجي والموقع والقدرة على إعادة تشكيل القوانين. فيما تعاني بعض الدول كالفلبين واندونيسيا وتايلاند من بعض العقبات والأزمات السياسية والمواجهات مع الجماعات المسلحة إلا أن دول رابطة آسيان أجمعت على ضرورة حلها بأسرع وقت والسير قدما لجعل الإقليم منطقة آمنة وجاذبة للمستثمر الأجنبي. وبإزاحة هذه العقبات وبتطبيق الديمقراطية والإصلاحات السياسية في ميانمار فانه يمكن القول بإن جميع دول آسيان العشر مستقرة تماما ولا تواجه أية أزمات سياسية. وتضم رابطة "الآسيان" بروناى وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام. وكان وزراء اقتصاد الدول العشر المكونة لاتحاد آسيان صادقوا كما ورد في وكالة الأنباء الكويتية "كونا" خلال اجتماعهم يوم الجمعة الماضي في العاصمة الفلبينية مانيلا على وثيقة مكونة من 20 صفحة حيث يرى مراقبون أنها ستكون نقطة تحول مهمة في تاريخ هذه المنظمة الإقليمية إذا ما تم اعتمادها. ويطمح اتحاد آسيان إلى الرفع من قدرته التنافسية عبر الاندماج الاقتصادي والنمو السريع لاقتصاد كل من الصين والهند اللتين تقودان اقتصاد المنطقة وربما اقتصاديات العالم فيما بعد. وفي نفس السياق تقوم آسيان بتفعيل مفاوضاتها مع شركائها الأساسيين وهم الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وذلك من اجل خلق نظام التجارة الحرة، حيث تعهد أعضاء السوق الجنوبية المشتركة (ميركوسور) ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) بتعزيز التعاون بين الكتلتين. وخلال اجتماع عقد بين الجانبين مؤخرا، اتفق المندوبون على ان تعزيز التعاون بين ميركوسور والآسيان سيحقق فوائد مهمة للمنطقتين. وقد دعت فيتنام كما ورد في وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" خلال منتدى أعمال ضم 100 شركة من جنوب شرق آسيا إلى قدوم مزيد من المستثمرين من جنوب شرق آسيا، حيث قال رئيس الوزراء الفيتنامي نجوين تان دونغ أن فيتنام تتعهد بتحسين بيئة الأعمال من أجل إغراء مزيد من المستثمرين من جنوب شرق آسيا على القدوم إليها. يذكر أن لدى الشركات من دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) الأخرى حوالي 1000 مشروع عامل في فيتنام باستثمارات تزيد على 13 مليار دولار في فيتنام. وبلغت التجارة بين فيتنام والأعضاء الآخرين في الآسيان 20 مليار دولار في عام 2006، بزيادة 40% على 2005. وكانت الاستثمارات الأجنبية في اقتصاديات دول الآسيان ارتفعت في عام 2006 بنسبة 27 % مقارنة بالعام الذي سبقه لتبلغ 52 مليار دولار فيما ارتفعت صادرات الآسيان خلال نفس العام بنسبة 16.5 لتبلغ 758 مليار دولار.