باريس: صدر حديثاً بالعاصمة الفرنسية باريس عن منشورات ارمان كولان كتاب جديد لفرانسوا جيري الباحث الفرنسي في الشئون الإستراتيجية بعنوان "قاموس التضليل الإعلامي"، ويقع الكتاب في 160 صفحة من القطع المتوسط. وبحسب صحيفة "البيان" ركز الباحث الفرنسي اهتمامه منذ أواسط عقد الثمانينات الماضي، لدور الدعاية والحرب النفسية في زمن الأزمات وفي زمن السلام أيضا، وفي بداية كتابه الجديد يوضح جيري أن التضليل الإعلامي قديم قدم الإعلام نفسه، ولكن شاع استخدام هذا التعبير في الفترة الأخيرة من خلال وسائل الإعلام الجماهيرية، ثم بفعل ظهور وسائل الاتصال الجديدة التي وفرتها ثورة المعلوماتية. ويقول المؤلف أنه أصبح من الشائع الحديث عن وجود "تضليل إعلامي" من قبل أولئك الذين يعتبرون أنفسهم "ضحايا" لخصوم يلقون عليهم مسئولية "حبك مؤامرات" في السر، موضحاً أن مثل هذا الواقع وجد أصداءه في مختلف الميادين الإستراتيجية العسكرية منها والسياسية والاقتصادية. وكانت النتيجة دائما واحدة، تتمثل في "تشوّش" الرأي العام و"تخريب" أسس الديمقراطية التي عليها، ويشير المؤلف إلى أن "جميع رؤساء الدول يعملون على تعزيز سلطتهم عبر قدرتهم على ضمّ المعلومات الجيّدة لرصيدهم واستخدام التضليل الإعلامي بكل الأشكال ضد أعدائهم وخصومهم، بل وأحيانا أصدقائهم". ويؤكد المؤلف عبر تحليلاته، بأشكال عديدة، أن عملية التضليل الإعلامي تتم دائما بصورة واعية، من أجل صياغة رأي عام مؤيد لأولئك الذين يصدر عنه، وليس له سوى هدف واحد هو إدخال الشكوك وخلق الاضطراب وهدم المعنويات. وهو يعمل على جميع المستويات من أصحاب القرار حتى المواطنين العاديين، كما يجعل من وسائل الإعلام هدفا له بحيث تقوم بنشر وتعميم الرسالة التضليلية باتجاه الرأي العام". وفي مجال الحديث عن التضليل الإعلامي في زمن الحرب، يؤكد المؤلف أنه يهدف أولا وأساسا إلى "خداع العدو" ودفعه إلى إقامة حساباته على معطيات خاطئة، وفق المصدر نفسه .