القاهرة: صدر حديثاً عن دار "الشروق" كتاب جديد عبارة عن دراسة وثائقية للدكتورة لطيفة محمد سالم حملت عنوان "عرابي ورفاقه في جنة آدم" وتتناول خلالها حياة الزعيم المصري أحمد عرابي ورفاقه في المنفى. وبحسب صحيفة "الاتحاد" تعد هذه الدراسة أهم ما صدر حول مصير قادة الثورة العرابية بعد فشل الثورة واحتلال بريطانيا لمصر في 14 سبتمبر/ أيلول 1882، وحول كتابها تقول المؤلفة يبدأ الكتاب من حيث انتهى المؤرخون للثورة العرابية وتمتد فترة دراستها بين عامي 1883 و1901. ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول إضافة لأربعة ملاحق، حمل الفصل الأول عنوان "الطريق إلى المنفى" وتستعرض فيه د.لطيفة رحلة عرابي ورفاقه عقب إنكسارهم في منفاهم، ويقدم الفصل معلومات أساسية حول محاكمة عرابي ورفاقه، فبينما كان الخديو توفيق ورجاله يرغبون في إعدام الثوار، في حين رأى الجانب البريطاني فقد رأى المصلحة العليا لبريطانيا تتمثل في مسايرة الراي العام وإجراء محاكمة عادلة لعرابي ورفاقه. وتولى المحامي برودلي مهمة الدفاع عن قادة الثوار، وتركزت جهوده على نوعية العقوبة التي ستوقع على المتهمين، وتم الانتهاء إلى عقوبة النفي خارج مصر في مكان تحدده الحكومة البريطانية، وكان المنفى في جزيرة "سرنديب" وهي الجزيرة التي يعتقد المسلمون أنها كانت مهبط آدم بعد خروجه من الجنة، وقد لاقى عرابي ورفاقه استقبالاً حافلاً من أهل الجزيرة خاصة من المسلمين هناك. ويأتي الفصل الثاني المعنون ب "العلاقة مع بريطانيا" لترصد فيه المؤلفة كل جوانب هذه العلاقة بين السلطات البريطانية والمنفيين وتارجحها بين التضييق عليهم وبين تبني سياسة أكثر انفتاحاً. وحمل الفصل الثالث عنوان "الحياة في جنة آدم" وترصد فيه المؤلفة حياة عرابي ورفاقه في المنفى وما أحيطوا به من ظروف مادية ونفسية ومرضية صعبة انعكست على تصرفاتهم، كذلك اشارت المؤلفة للخلافات التي نشبت بين عرابي ورفاقه في المنفى. وتسجل المؤلفة تجاذبات السياسة البريطانية التي انتهت إلى ضرورة العمل على عودة عرابي ورفاقه إلى مصر لتحسين صورة بريطانيا أمام الرأي العام المصري، ويختتم الكتاب بالفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان "الخلاص" والتي توضح فيه المؤلفة أن عزل رياض باشا عن رئاسة الوزارة وتولي مصطفى فهمي المنصب في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 1895 فتح الباب أمام إمكانية عودة عرابي وبالفعل أعيد أولا محمود سامي البارودي من منفاه. ثم أرجأ المندوب السامي كرومر النظر في التماس عرابي وعلي فهمي وكانوا آخر من بقى بجنة آدم إلى وقت مناسب ولم يحدث هذا إلا في عام 1901 فعاد عرابي إلى القاهرة في 30 سبتمبر/ أيلول.