استضافت ورشة الزيتون الإبداعية أمسية لمناقشة جديد الأديبة المصرية منصورة عز الدين ، تلك الرواية التي أسمتها "وراء الفردوس" وصدرت عن دار "العين" المصرية . وقد قدم للأمسية الشاعر والكاتب شعبان يوسف وناقشها كل من النقاد أمينة رشيد ، الكاتب محمد بدوي ، والدكتور محمد الشحات . رأى شعبان يوسف أن الرواية تعتبر ذات إيقاع ثقيل إذا ما قورنت برواية الأديبة السابقة "متاهة مريم" ، وكذا إذا ما قورنت بالروايات الكثيرة الموجودة حاليا . وركزت الأديبة على فكرة الحلم في روايتها وجعلته واقعا معاشا ؛ فقد كانت "سلمى" وهي بطلة الرواية تريد أن تتخلص من واقعها الكئيب وأن تهرب لعالم أحلامها أو "الفردوس" . ألقت الكاتبة من خلال روايتها الضوء على أوضاع الطبقة الوسطى المصرية من خلال شخصيات كثيرة مثل "سلمى" و"جميلة" . ورأت الناقدة أمينة رشيد أن الرواية وظيفتها إمتاع القاريء ، وقد نجحت منصورة في أن تسرد رواية تقليدية ليس في كتابتها وإنما في الابتعاد عن التركيز على عدد كبير من الأحداث ، واستبداله بالتركيز على المشاعر العميقة وهي ترصدها في مصر منذ الأربعينيات حتى الثمانينات . تدور الرواية حول ثلاثة اجيال ممثلة في جيل الجد ، الاب ، والجيل الثالث وهم الشباب ، ومنهم سلمى الشخصية المحورية وجميلة وهيام ، كما يتوازى ذلك مع رصد تحول المجتمع المصري من الزراعة والصناعة والتجارة إلى تلاشي كل ذلك تدريجيا ، وفقدان الطريق والهوية . اعتمدت الكاتبة على تقنيات متعددة في الكتابة ففي العنوان استخدمت مفردة "الفردوس" وهي ترمز به للعالم المثالي الذي تسعى البطلة للوصول له . وعلى مستوى الوصف فنجد أوصاف للطبيعة والليل والشخوص . أما من حيث الشخوص فلفتنا تركيز الكاتبة على شخصية الصحفية المثقفة التي كان لها أكبر الأثر خلال القرن التاسع عشر . من حيث السرد نجد سرد متنوع بين الأفعال وتحولاتها . أما الحلم فقد كان أكبر التيمات البارزة . ركزت منصورة على الأشياء البسيطة ودلالتها مثل نظرة العين أو نبرة الصوت . الرواية تبدأ من النهاية ، وتقدم فكرة التدهور فى الزمن ، كالحديقة المهجورة وغيرها ، وهي تعتمد على التتابع بين الماضى والحاضر. الكاتب محمد بدوي أشار إلى أن الرواية تسعى لتسليط الضوء على الذات وتعتمد بشكل كبير على الخيال أما الواقع فهو مجرد "ديكور" ، ولا تعتمد على صوت الراوي فحسب بل تعدد الأصوات.وقد جسدت الريف المصري والأب الريفي . واعتبر أنها رواية أجيال