أوردت وكالة أنباء في إيران أن دار نشر ايرانية تعتزم نشر نسخ باللغتين الإنجليزية والعربية من كتاب لرسوم كاريكاتورية وكتابات ناقدة بعنوان "المحرقة". وقالت وكالة فارس للأنباء كما نقلت عنها صحيفة "العرب اللندنية" أن الكتاب يتناول "التحريف التاريخي الكبير" للمحرقة وأن النسختين العربية والإنجليزية ستطرحان في وقت لاحق من الشهر أثناء مراسم احتفال في طهران ستتلى خلالها رسالة من أحمدي نجاد. ويبدو أنه ترجمة لكتاب أعلنت وسائل الإعلام الرسمية في سبتمبر نشره ويتناول "الرواية الخيالية" للمحرقة. وقال محمد مهدي هماتي المشارك في المشروع "مراسم التقديم ستعقد يوم 27 يناير بحضور عدد من مسئولي الحكومة". وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إيرنا" في سبتمبر أن الكتاب يحتوي على 52 رسما كاريكاتوريا بالإضافة إلى كتابات هجائية في أكثر من 108 صفحات. ونشر بواسطة دار مارتير شاهبازي للنشر وحركة الطلبة الإسلامية في جامعة العلوم والصناعة. يحمل غلاف الكتاب صورة يهودي بأنف معقوف ووجه مجعد معتمرا قبعة سوداء، وهو يرسم على الأرض عددا كبيرا من هياكل الموتى. ويصور أحد الرسوم يهوديا بلباس تقليدي وقد حول أنفه المعقوف إلى ريشة يكتب بها "تاريخ المحرقة". وفي رسم آخر صور مرحلون يهود يحملون النجمة الصفراء وهم يدخلون إلى أحد أفران الغاز ويخرجون منها من الجانب الآخر إرهابيين ملثمين ومسلحين. ويصور رسم آخر جنديا إسرائيليا يرتدي بزة عازلة ويتنفس بفضل قناع يوفر له غاز "زيكلون-بي" السام الذي استخدم في معسكرات احتجاز اليهود النازية. وكان تم تنظيم مسابقة دولية لرسوم المحرقة في 2006 في إيران حول أفضل رسم ساخر عن عمليات الإبادة التي تعرض لها اليهود إبان الحرب العالمية الثانية ردا على قيام عدد من الصحف في كثير من البلدان الأوروبية بنشر رسوم ساخرة تصور النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقالت صحيفة "همشهري" اليومية في ذلك الوقت إن المسابقة صممت لاختبار حدود حرية التعبير، وهو السبب الذي ساقته عدة صحف أوروبية لتبرير نشرها للرسوم الساخرة للنبي محمد. وتابعت الصحيفة "دعت همشهري، بعيدا عن أي نهج لإثارة صراع أو سلوك غير منطقي، فناني العالم إلى استخدام حرية التعبير لإرسال رسوم ساخرة حول تلك القضايا للمشاركة في المسابقة". وأضافت الصحيفة: "هل تسمح حرية التعبير الغربية بالحديث عن قضايا مثل جرائم أمريكا وإسرائيل أو حادث مثل المحرقة أم أن حرية التعبير تلك صالحة فقط لإهانة القيم المقدسة لدى الأديان السماوية؟" وسبب الرئيس محمود أحمدي نجاد غضبا في الغرب وإسرائيل حيث قال في عام 2005 أن إسرائيل يجب أن تمحى من على الخريطة واستضاف مؤتمرا في طهران عام 2006 سعى لإثارة الشك في المحرقة التي قتل فيها ستة ملايين يهودي بيد النازيين. "هولوكوست" هو مصطلح تم استخدامه لوصف الحملات الحكومية المنظمة من قبل حكومة ألمانيا النازية وبعض من حلفاءها لغرض الاضطهاد والتصفية العرقية لليهود في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية. وهي كلمة مشتقة من كلمة يونانية تعني "الحرق الكامل للقرابين المقدمة لخالق الكون" في القرن التاسع عشر تم استعمال الكلمة لوصف الكوارث أو المآسي العظيمة. أول مرة استعملت فيها كلمة هولوكوست لوصف طريقة معاملة هتلر لليهود كانت في عام 1942 ولكن الكلمة لم تلق انتشارا واسعا حتى الخمسينيات ومع السبعينيات أصبحت كلمة هولوكوست تستعمل حصريا لوصف حملات الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود بالتحديد على يد السلطات الألمانية أثناء هيمنة الحزب النازي بقيادة أدولف هتلر.