القاهرة: صدر مؤخرا عن دار العين كتاب "المرأة والحدوتة" للدكتور خالد أبو الليل، وهو دراسة في الابداع الحكائي الشعبي للمرأة المصرية. الكتاب جزآن، جزء بحثي عبارة عن دراسة مستفيضة عن الحواديت، ماهي وخصائصها الفنية وحوارات مع الراويات أو الرواة, ثم جزء ثان عبارة عن حواديت أو حكايات شعبية كانت جزءا من رسالة الماجستير التي حصل عليها الباحث من جامعة القاهرة. الحواديت مكتوبة بالعامية وملحق بها اشارات تخص المتخصصين في أغلب الوقت عن المكان الذي جاء منه الراوي أو الراوية وجغرافيته وخصوصيته مع تعريف بالراوي قبل السرد وما قد يحاط بتجربة الباحث الشخصية في تسجيل الحدوتة. يقول الباحث ان الحدوتة غير الحكاية الشعبية لكل منها خصائصها المميزة وتعريفها الخاص, وللحدوتة افتتاحيات تقليدية "وحد الله... كان ياما كان.. في سالف العصر والأوان كان ياما كان ياسعد يا إكرام/ صلوا علي النبي".. والافتتاحية التي تستهدف شد انتباه المتلقي بإشراكه في الحديث تختلف وتميز الحدوتة عن غيرها من الأنماط الشعبية كما أن للحدوتة انواعا من الصيغ الايقاعية مما يسهل علي المتلقي حفظها. ويعدد الباحث نحو أربع عشرة خاصية للحدوتة التي هي في أغلب الأحوال فن نسائي يطلق عليه أهل الشام دفتر النسوان وإن كان الباحث يراها فنا مرتبطا بالأسرة وان اقترن غالبا بالمرأة والحدوتة في أحد جوانبها صوت نسائي يعبر عن المرأة وتلك زاوية مهمة. الجزء التالي من الكتاب يضمن حواديت رائعة لمن نفد مخزونهم. وعلي سبيل المثال سوف نفتح الشهية بحدوتة( ابن السلطان وبنت الحطاب) وراويتها هي السيدة رئيسة محمد عيسي الشهيرة بأم أحمد وهي سيدة تبلغ من العمر43 عاما أمية من قرية الكعابي الجديدة بائعة خضراوات حفظت حواديتها من الجد والجدة (احنا نقعد بالليل كده بعد المغرب كده.. بعد مانتعشي وهم يقولوا لنا) يستخدم الباحث كلمة مؤدية وليس راوية فالست رئيسة لا تكتفي بمجرد سرد الحكاية, لكنها تلون نبرات صوتها تضحك وتبكي تميز في السؤال والاستغراب وتوظف عضلات وجهها ويديها لتنقل المراد.. وصلوا علي النبي..