القاهرة: صدر مؤخراً في القاهرة كتاب جديد لفارس خضر يحمل اسم الكتاب: "العادات الشعبية بين السحر والجن والخرافة"، والكتاب يقع في 144 صفحة من القطع الكبير نشرته مجلة الإذاعة والتلفزيون. يستقصي هذا الكتاب وفقاً لجريدة "البيان" الإماراتية تفاصيل دقيقة لأهم العادات والمعتقدات الشعبية الذائعة في الريف المصري والمنتشرة بمسميات متقاربة، تلك التي تتعلق باسترضاء الكائنات غير المنظورة، وهي طقوس عادة ما تدرج ضمن المعتقدات السحرية للجماعة الشعبية وذلك لاشتباكها من جهة مع بعض وسائل الطب الشعبي ومع بعض الممارسات السحرية من جهة أخرى. وتأتي هذه الطقوس السحرية الوقائية لدفع الضرر المحتمل حدوثه من جانب الكائنات غير المرئية لكنها في الغالب الأعم تكون لاسترضاء هذه الكائنات نتيجة تعرض أحد أفراد الجماعة لأمراض يعتقد أن لها طبيعة سحرية. ولأن الرصيد الاعتقادي الداعم لاستمرار هذه المعتقدات بالغ الضخامة ويمتد بجذوره إلى مراحل تاريخية موغلة في القدم، فإن هذه الممارسات ستظل مسيطرة على قطاع عريض من أبناء الجماعة الشعبية على حد قول الكاتب ما لم نكف عن إفقار هذه الطبقات المعدمة ونوفر لها أبسط حقوقها الصحية ومن ناحية أخرى تكف عن ترويج الأفكار السحرية والإدعاء باستنادها على مرجعية دينية، والدين بريء منها ومن كل ما لا يرتقي بالإنسان أو يؤثر سلباً على حياته. وقسم الكتاب حسبما ذكرت "البيان" إلى خمسة فصول يعرض الفصل الأول لبعض تصورات الجماعة الشعبية حول الكائنات فوق الطبيعية، أما الفصول الثلاثة التالية فتتناول الممارسات الشعبية التي تؤدي للمرأة ثم الرجل ثم الطفل، حال تعرض أحدهم لمرض ما، أما الفصل الخامس فهو بمثابة ملحق لبعض الحكايات الشعبية المؤكدة لتصورات الجماعة الشعبية حول هذه الكائنات. يقول المؤلف في الفصل الأول "طقوس استرضاء الكائنات غير المنظورة": هناك طقوس للاسترضاء تقوم بها الجماعة الشعبية لتتقي بها أخطاراً يُعتقَد أنها تتهدَّد حياة أفرادها منذ لحظة الميلاد وحتى ما بعد الموت، هذه الأخطار المتوهَّمة ناتجة عن الاعتقاد بأن محيط الجماعة محاط بصفة دائمة بكائنات غير منظورة «فوق طبيعيَّة»، وذات طبيعة طَيْفيَّة؛ تتسبَّب في إصابة بعض الأفراد بعدد من الأمراض ذات الطبيعة السحرية، إذ يُعتقد بعجز الطب الحديث عن مداواتها، وبأنه ينبغي- لتفادي هذا الإيذاء- القيام ببعض الطقوس لاسترضاء هذه الكائنات، هذه الطقوس التي تختلف خطواتها حسب كل مرحلة من مراحل دورة الحياة «ميلاد، زواج، موت»، وكذلك حسب كيفية إصابة الفرد بذلك «الأذى». ويؤكد في الفصل الثاني (المرأة المشهورة): أن مظاهر إيذاء الكائنات فوق الطبيعية تتبدَّى في ثلاثة أشكال محدَّدة، فيما تتنوَّع وتتداخل طقوس استرضاء هذه الكائنات وتختلف حسب تقييم الجماعة الشعبية لِمُسبِّبات الإيذاء ودرجته. وأشكال الإيذاء هذه غالباً ما تجيء في صورة: امرأة "مشاهرة" أو "مشهورة" ، أو في صورة رجل "ملموس" ، أو طفل "مبدول" . جدير بالذكر أن فارس خضر شاعر وصحفي وباحث يعمل بمجلة الإذاعة والتلفزيون ويترأس رئاسة تحرير مجلة "الشعر" التي تصدر عن اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، صدر له عدة دواوين منها "كوميديا" و"الذي مر من هنا" و"أصابع أقدام محفورة على الرمل"، كما صدر له عدة كتب بحثية منها "ميراث الأسى «تصورات الموت في الوعي الشعبي»".