مسعود شومان تقيم إدارة أطلس المأثورات الشعبية برئاسة مسعود شومان غداً ندوة حول كتاب "الشعر البدوى فى مصر" للشاعر والباحث د. صلاح الراوى، يشارك فى مناقشته د. شمس الدين الحجاجى ود. محمد حافظ دياب وتقام الندوة في السادسة مساءً بقصر ثقافة الجيزة وذلك ضمن برنامج مكتبة الدراسات الشعبية. وقال د. صلاح الراوى فى مقدمة الكتاب بأن الفضل فى سيادة الشعر كفن عربى أول إنما هو للبداوة، وأن حياة البداوة المتنقلة لاتكاد تسمح حتى يومنا هذا بسيادة فن من الفنون سوى الفن القولى، والشعر منه خاصة لأن طبيعة هذه الحياة يلائمها الشعر لكونه أكثر قابلية للحفظ بما له من إيقاع خاص وما يميزه من قواعد تيسر هذا الحفظ وفى فصل الحيوان فى التصورات والمعتقدات الشعبية يذكر د. صلاح الراوى أن الجماعة الشعبية لا تختلف عن غيرها من الجماعات فى أتخاذها من الحيوان محلا لغير قليل من اعتقاداتها وتصوراتها حيث شخصنت الكائنات الشعبية كالحية والعفاريت فى بعض أنواع بعينها من الحيوان كالحية والحمار والكلب، وهناك مظهر آخر من الاعتقاد الشعبى المتصل بالحيوان كمحل هذا الاعتقاد حيث اتخذت الجماعة الشعبية من القط مجسداً لاعتقادها فى تميز التوأم بخصائص وقدرات فوق طبيعية وأن اتخاذ القط لأداء هذه الوظيفة لتعلقه بقدر غير قليل من الغموض فى التصور الشعبى وترتبط به مجموعة من المحاذير والخوف خاصة ليلاً كما أنه يتميز بقدرته الواسعة على الحركة المرنة مما لا يعرضه للخطر والإيذاء فضلاً على أنه من الحيوانات التى لا يجوز أكلها وهذه الخصائص تجعل مجتمعه – مرشحاً كوعاء لروح التوأم وهى خصائص تمثل فى وجدان الجماعة سياجاً يحمى التوأم من المخاطر أو يقلل من احتمالاتها. ويذكر الشاعر مسعود شومان أن كتاب الشعر البدوى كتاب معلم لأنه يقف على منطقة شديدة الصعوبة وموضوع شائك لا يشق الطريق إليه إلا باحث خبير بالميدان وبمادته العلمية ووعيه المتقد، والكتاب نتاج جمع ميدانى فى محافظة مرسى مطروح ونظراً لأن معظم سكان هذه المحافظة من القبائل البدوية العربية الأخرى المنتشرة فى معظم ربوع محافظات مصر فقد حالف التوفيق حين اختار عنوان كتابه ليصبح "عاما على الشعر البدوى فى مصر" ويضيف مسعود شومان إذا كان بعض المحققين القدامى من أمثال صفى الدين الحلى (677-750ه) قد صنفوا فنون الشعر العربى سبعة أصناف فإن حظ الفنون غير المعربة أضعافاً مضاعفة من أنواع كثيرة فى لغة الجماعة الشعبية وتتوقف هذه الإضافة على الجمع الميدانى للباحثين فى الأقطار العربية وإذا كان صفى الدين الحلى قد صنف الشعر الشعبى بما أتيح له من الشعر فى عهده فإنه هذا الكتاب يعرفنا بأنواع لم نكن نعرفه عن شعرنا الشعبى ويستشرف افاقاً جديدة وعميقة فى البحث العلمى خاصة فى موضوع الأدب الشعبى، وعمدته الشعر الشعبى ذلك الفن الجمالى الأثير، ويتوفر لهذا عالمان قديران هما د. أحمد شمس الدين الحجاجى ود. محمد حافظ دياب بما لهما من مكانه علمية كبيرة، وقد منحنا الكتاب بقيمته فرصة مناقشتة للاستفادة من أفكاره وما ورد فيه من خبرات ميدانية عميقة. الجدير بالذكر أن الكتاب ينقسم الى جزئين وثلاثة أبواب يحتوى الباب الأول على أربعة فصول يتناول الفصل الأول الحيوان فى التصورات والمعتقدات الشعبية والفصل الثانى عن مشكلات جمع وتوثيق المأثورات الشعبية والفصل الثالث عن منطقة البحث والفصل الرابع عن مشكلات تدوين النصوص الشعبية.