القاهرة: أكدت مصادر مصرية حدودية أن المخاوف الإسرائيلية من فتح معبر رفح على الحدود بين مصر وغزة بشكل دائم وكامل لا مبرر لها، فيما أعلن الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين عن اعتقاده بأن فتح معبر رفح يدعم فكرة انفصال اسرائيل عن غزة من الناحية المدنية،مهددا بقطع المياه والكهرباء عن القطاع. وقال مصدر مصري في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرته اليوم الاثنين إن "إسرائيل لديها مخاوف أمنية لا نعرف أسبابها .. فمصر لديها سيطرة كاملة على الحدود، ولا تقبل بأن يتم أي عمل ضد أي دولة أخرى من خلال حدودها". وأضاف أنه ما زالت لدى الجانب المصري قوائم سارية للممنوعين من السفر، التي تم وضعها بتنسيق بين أجهزة الأمن في النظام السابق وجهاز الأمن الوقائي بغزة قبل سيطرة "حماس" على القطاع، مشيرا إلى أنه سيتم إعادة النظر في هذه القوائم خلال ثلاثة أشهر. وأوضح مسئول أمني رفيع بشمال سيناء للصحيفة أنه "لا صحة لما قاله وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتانيتس بأن مصر قد خرقت الاتفاق مع إسرائيل بفتحها معبر رفح، حيث إن مصر لم توقع أي اتفاقية نهائيا مع إسرائيل بخصوص المعبر، واتفاقية المعابر الخاصة بتنظيم العمل بمعبر رفح تم توقيعها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2005". وتضمنت هذه الاتفاقية أن يتم تشغيل معبر رفح من قبل السلطة الفلسطينية ومن قبل مصر، كل من جانبه، طبقا للمعايير الدولية وتماشيا مع القانون الفلسطيني، وأن ينحصر استخدام معبر رفح في حاملي بطاقة الهوية الفلسطينية، مع استثناء غيرهم من ضمن الشرائح المتفق عليها، وأن تعمل السلطة الفلسطينية على منع عبور السلاح أو المواد المتفجرة عبر رفح. وأضاف المسئول أن فتح مصر للمعبر لا يخالف مطلقا اتفاقية كامب ديفيد التي وقعتها مصر وإسرائيل، وأنه لا يوجد بند في الاتفاقية يتعلق بمعبر رفح الذي كانت تسيطر عليه إسرائيل وقت توقيع الاتفاقية. وفي المقابل،أعرب وزير النقل والمواصلات الإسرائيلى يسرائيل كاتس اليوم عن اعتقاده، بأن فتح معبر رفح بصورة دائمة يعطي إسرائيل فرصة للانفصال عن قطاع غزة من الناحية المدنية. وقال الوزير الإسرائيلى، فى تصريح خاص للإذاعة الإسرائيلية، إنه إذا تسنى نقل بضائع عن طريق معبر رفح يتعين على إسرائيل الإعلان عن وقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء والمياه وبضائع مختلفة. وكانت السلطات المصرية قد قررت مد العمل بمنفذ رفح البري اعتبارا من الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة عصرا وبشكل يومي ماعدا أيام "الجمعة" والإجازات الرسمية للدولة، وذلك اعتبارا من يوم السبت الماضى الموافق 28 مايو 2011 ،ويأتي فتح المعبر في إطار الجهود المصرية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني وإتمام المصالحة الوطنية.