القدس المحتلة: وصف رئيس جهاز الموساد السابق مائير دجان الأيام التي تعيشها إسرائيل الآن بالأيام التي سبقت حرب السادس من أكتوبر عام 1973، معترفا بأن هناك الكثير من التحديات سواء السياسية أو الأمنية التي تواجه إسرائيل، وهي التحديات التي من الممكن أن تؤثر بصورة سلبية على مستقبل الاستقرار بها. واعترف رئيس الموساد السابق بأن الحكومات الإسرائيلية منذ عهد شارون حتى الآن ارتكبت الكثير من الأخطاء، برفضها تبني مبادرة السلام العربية. وقال دجان في خطاب له ألقاه أمام الطلبة في جامعة تل أبيب امس الاربعاء أن التعنت في الوصول إلى السلام خطأ لا يمكن السكوت عليه. وأضاف أن هذه المبادرة كانت تحمل الكثير من الإيجابيات التي كان يجب الالتفات إليها، إلا أن الحكومات الإسرائيلية المتواصلة رأت ضرورة الابتعاد عنها بدون أي سبب، الأمر الذي أدخل إسرائيل في الكثير من المشكلات سواء السياسية أو الأمنية، التي كان من الممكن تجنبها بكل سهولة ويسر. وأشار دجان إلى أن هذه المبادرة كانت ستحقق لإسرائيل الكثير من المكاسب مثل التطبيع الكامل مع الدول العربية مقابل الانسحاب بشكل كامل إلى حدود 67، بما في ذلك شرقي القدس وقيام دولة فلسطينية مستقلة وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، وهو ما كان سينهي أي عنف أو تطرف فلسطيني في مواجهة إسرائيل، الأمر الذي كان سينعكس بصورة إيجابية على مستقبل إسرائيل في النهاية. وتحدث دجان عن رأيه صراحة في الكثير من القضايا والمخاطر التي تتعرض لها إسرائيل معتبرا أن الخطر الاستراتيجي الرئيسي الذي يواجهها هو إيران وقتها النووية المتصاعدة، موضحا أن المبادرة الإسرائيلية بضرب إيران لن تكون في صالح تل أبيب بأي حال من الأحوال مشيرا إلى ضرورة تكثيف الحرب الاستخباراتية البعيدة تماما عن المواجهة المباشرة بدلا من الدخول في طريق الحرب الذي لا يعرف أحد الآثار التي من الممكن أن تنجم عنه في النهاية. وتطرق دجان أيضا إلى قضية الجندي جلعاد شاليط الأسير في غزة مشيرا إلى أنه يعارض الأسلوب الذي تنتهجه الحكومة للافراج عنه خاصة وأن إسرائيل تنوي الافراج عن ما يقرب من ألف معتقل مقابل شاليط، قائلا أن هناك 231 إسرائيلي قتلوا بعد صفقة تبادل الاسرى مع لبنان، وهو ما لا يجب السماح بحصوله مرة أخرى. وفي سياق متصل تحدث عن موقف اسرائيل من حزب الله ،قائلا "ان صواريخ حزب الله تطال جميع الاراضي الاسرائيلية متوقعا الا يفرق حزب الله بين الاهداف المدنية والعسكرية".