كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير لها عن سر نجاح تحول مائير دجان رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي إلي شخصية تجذب اهتمام الجميع حتي أصبح البعض يطلق عليه حامي إسرائيل الأول. وقالت الصحيفة في كل يوم خميس يحضر مائير دجان ومعه عدد من مساعديه إلي مكتب أولمرت في تل أبيب الكائن في مقر وزارة الجيش القديمة داخل المقر الرئيسي لهيئة الأركان الإسرائيلية المعروف باسم »هاكرياه. ويطلع أولمرت علي ما تم تنفيذه من عمليات ويطلب منه الموافقة علي العمليات الجديدة المقترحة، إضافة إلي استعراض آخر المستجدات الأمنية المتعلقة بمجال عمل جهاز الموساد. واضافت »هآرتس« التي استعرضت طريقة عمل وتاريخ جهاز الموساد في محاولة لفهم كيفية تحول دجان الذي أحضره ارئيل شارون كضابط عمليات خاصة إلي شخصية أمنية استراتيجية مركزية في عهد أولمرت. أن تلك اللحظات من يوم الخميس في كل أسبوع اكثر ما يحبه أولمرت الذي يسأل عن ادق التفاصيل ويصر علي رؤية الجنود والقادة قبل اي عملية ليكون انطباعا عنهم وهذه اللحظة بالذات هي الأحب إلي قلبه. وتحول دجان خلال العامين الماضيين إلي الشخصية الأمنية المركزية وذلك لعدة اعتبارات منها : التقديرات الدقيقة خلال الحرب الأخيرة علي لبنان والإنجازات المتراكمة علي الجبهة الأساسية بالنسبة للموساد »إيران سوريا حزب الله« . حولت دجان إلي اقوي الشخصيات في القيادة الإسرائيلية العليا ومن عملية إلي أخري ازدادت شهية أولمرت ودجان إلي تنفيذ عمليات جديدة اكثر جرأة وخطورة وبعيدة المدي. وأسر دجان لبعض مقربيه بأن أولمرت مستعد لإقرار عمليات ليس أقل من ارئيل شارون الذي عرف عنه الجرأة وتحمل المخاطر الكبيرة في العمليات التي اقرها ووافق عليها. وكرس أولمرت خلال جلسة الحكومة الأخيرة التي عقدت منذ أيام وأعلن خلالها نيته الاستقالة وقتا لمديح الذات قائلاً: »أنا علي ثقة بأن الخطوات التي أقدمت عليها حكومتي والتي نستطيع الحديث عن بعضها ولا نقدر علي الإفصاح عن البعض الآخر ستجد مكانها في الوقت المناسب في كتب التاريخ«. ورغم عدم خوض أولمرت في تفاصيل عملياته من المؤكد والثابت قصف إسرائيل ما يعتقد بأنه مفاعل نووي سوري وتدميره إضافة إلي تحميل حزب الله للموساد المسئولية عن اغتيال عماد مغنية في وسط العاصمة السورية دمشق مضافة إلي تقارير إعلامية غربية تتحدث عن تفجير مصنع كيماوي سوري خلال شهر فبراير الماضي قتل فيه عشرات المهندسين الإيرانيين والسوريين وتفجير قافلة سيارات محملة بالأسلحة بالقرب من طهران دون أن تتحمل أية جهة المسئولية العلنية عن تلك العمليات ما سيجعلنا ننتظر ربما خمسين عاما لمعرفة حقيقة الأفعال التي قام بها أولمرت ودجان وفقا لمصدر سياسي إسرائيلي كبير فيما قال وزير اسرائيلي كبير لم تذكر الصحيفة اسمه »إنجازات الموساد مذهلة وتفوق كل تصور وخيال«. وخلال شهر يونيو الماضي أبلغ أولمرت وزراء الحكومة نيته تمديد فترة خدمة دجان بعام اخر ليكمل السبع سنين من الخدمة معللاً قراره بالقول إن دجان يقوم بمهام منصبه بشكل غير عادي ورائع وأن إنجازات الموساد خلال الأعوام الستة الماضية كبيرة ورائعة ولا شك لدي بأن تغيراً ايجابياً قد طرأ علي عمل الجهاز.